responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 215
مهملاً للأمور، يتكل فيها على غيره، ولو لم يكن فيه إلا ما فعله مع الملك الناصر داود في الوديعة لكفاه ذلك عاراً وشناراً.
فكان الضعف القيادي في شخصية المستعصم من الأسباب والمقدمات في زوال الدول العباسية، لم يحسن اختيار الوزراء، وليست له قدرة على المتابعة والمحاسبة وكان يقاد ولا يقود، وكان سلوكه هذا سبباً لجرأة بعضهم عليه واستغفاله وتحديه فازدادت الفتن في زمانه وازداد التذمر وازداد تدهور الحياة الاقتصادية وانتشار الغلاء وسيطر اللصوص والشطار العيارون ينهبون ويسلبون أمام الشرطة وصاحبها أو بالتواطؤ معه والخليفة لا يحاسب صاحب الشرطة ولا يحاسب الوزير الذي هيمن على حميع الأمور في البلاد وولاياتها التي انفصلت واستقلت، والوزير ابن العلقمي يمهد للانقلاب، حتى يسهل تمرير المؤامرة لازالة السيادة الإسلامية، واسقاط الخلافة [1]، لقد غابت القيادة الحكيمة الربانية والتي تحدث عنها المولى عز وجل في كتابه وبين صفاتها وأخلاقها لكي تعمل الأمة على إيجادها، ولكن الأمة تركت حقها في الاختيار، وتأثرت مع الزمن والوقت بمعاول هدم روح المبادرة، والمحاسبة والمتابعة والوقوف ضد أخطاء الحكام، وأصبح الخليفة محمي بقداسة وهمية صنعت لهذا المنصب مع مرور الزمن، والابتعاد عن روح الشريعة ومقاصدها الغراء وإلا فالمعايير والصفات للقيادة الحكيمة بينها المولى عز وجل في سورة الكهف في قصة ذي القرنين وفي سيرة داود وسليمان عليهما السلام، وغيرها فقد بين المولى عز وجل من خلال الحديث عن ذي القرنين معالم التمكين عنده لكي يقتدي حكام الأمة بهذه النماذج وتحدث عن معالم التمكين والتي من أهمها:
- دستوره العادل: قال تعالى: " فأما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذاباً نكراً, وأما من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا" ((الكهف، آية: 87، 88)).
- اهتمامه بالعلوم المادية وتوظيفها للخير: فقد وظف عدة علوم في دولته القوية من اهمها علم الجغرافيا حيث نجد أن ذا القرنين كان على علم بتقسيمات الأرض وفجاجها وسبلها، ووديانها وجبالها وسهولها، لذلك استطاع أن يوظف هذا العلم في حركته مع جيوشه

[1] بغداد مدينة السلام غزو المغول صـ125.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست