responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
صحبه إبنِ ابن له هولاكو ... فلم يكن من أمره فكاك
فمزقوا جنوده وشمله ... وقتلوه نفسه وأهله
ودمروا بغداد والبلادا ... وقتّلوا الأحفاد والأجدادا
وانتهبوا المال مع الحريم ... ولم يخافوا سطوة العظيم
وغرَّهم إنظاره وحلمه ... وما اقتضاه عدله وحكمه
وشغرت من بعده الخلافة ... ولم يؤرَّخ مثلها من آفة
ثم أقام الملك أعنى الظاهرا ... خليفة أعني به المستنصرا
ثم وَلِي من بعد ذاك الحاكم ... قسيم بيبرس الإمام العالم
ثم ابنُه الخليفة المستكفي ... وبعض هذا للبيب يكفي
ثم وَلِي من بعده جماعة ... ما عندهم علم ولا بضاعة (1)
ثم خليفة الوقت المعتضد ... ولا يكاد الدِهر مثله يَجد
في حسن خُلْق واعتقاد وجَلى ... كيف لا وهو من الشُّمِّ الأُلى
سادوا البلاد والعباد فضلاً ... وملئُوا الأقطار حِكَما وعدلا
أولادِ عم المصطفى محمد ... وأفضل الخلق بلا تردُّدِ
صلىَّ عليه ذو الجلال ... ما دامت الأيام والليالي (2)

سابعاً: أهم أسباب سقوط الدولة العباسية:
إن الابتعاد عن تحكيم شرع الله تعالى يجلب للأفراد والأمة تعاسة وضنكاً في الدنيا وهلاكا وعذاباً في الآخرة وإن آثار الابتعاد عن شرع الله لتبدو على الحياة في وجهتها الدينية والإجتماعية والسياسية والاقتصادية وإن الفتن تظل تتوالى وتترى على الناس حتى تمس جميع شون حياتهم قال تعالى: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم" (النور، آية: 63)، لقد ابتعدت الأمة الإسلامية مع حكامها في أواخر الدولة العباسية عن شرع الله وانغسمت في حياة المادة وأصيب بالقلق والحيرة والخوف والجبن، وإنهارت

(1) البداية والنهاية (17/ 373).
(2) المصدر نفسه (17/ 374).
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست