responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 179
جميع الأقطار ويوصيه بألا يتردد لحظة واحدة في تنفيذ هذا المر لأن المسلمين أصبحوا الآن كثرة، وسوف يكون على أيديهم القضاء على ملك المغول، فلما سمع أوكتاي هذا الحديث، وكان ذكياً ومحباً للمسلمين، أدرك بفراسته على الفور أن هذا الكلام كذب ومحض افتراء، وأنه من إيحاء أخيه الظالم جغتاي، ثم دعا أوكتاي إلى عقد اجتماع كبير حضره كبار الشخصيات من المغول وحكام الممالك وأمر باستدعاء ذلك الراهب، وكلفه بأن يعيد سرد رسالة جنكيز خان على مسمع من الحاضرين ففعل، بعد ذلك قال أوكاتي: ينبغي أن تكون لكل دعوى حجة وبرهان حتى يتبين الصدق من الكذب، والصحة من السقم فأمن الجميع على ما قال أوكتاي، ثم توجه الخان إلى الراهب وسأله: أتعرف المغولية أم التركية أم الإثنين معاً؟! .. فأجاب الراهب: إنني أعرف التركية فقط، عندئذ قال أوكاتي: إن جنكيز خان كان لا يعرف سوى المغولية وأنت لاتعرف سوى التركية، فبأية لغة إذن بلغك هذا الأمر: هل بالمغولية أو بالتركية ([1]
فلما تأكد الراهب أنه قد افتضح أمره، لم يحر جواباً، واعتراه الخجل وعلى هذا اتضح للجميع كذبه ونفاقه ولكن أوكتاي لم يدع هذه الفرصة تمر دون أن يلقن هذا الراهب درساً لاذعاً في الأخلاق فقال له: إنني لن أستبيح دمك احتراماً لأخي جغتاي، فعد من حيث أتيت، وقل لجغتاي وزمرته: أن كفواً أيديكم عن إيذاء المسلمين لأنهم إخوتنا وأصدقاؤنا وقد استمدت مملكتنا القوة منهم وبعونهم أصبح العالم مسخراً لنا وطوع أمرنا. ويروى أيضاً أن المغول كانوا أصدروا قراراً بألا يذبح أي شخص الخراف والحيوانات الأخرى التي يؤكل لحمها كذبيحة المسلمين، بل تشق صدورها وأكتافها، وذات يوم اشترى رجل مسلم خروفاً من السوق، وأخذه إلى البيت، وأوصد الأبواب، ثم سَمّى ـ الله ـ وهم بذبحه، واتفق أن راه في السوق رجل تركي من القبجاق، فتعقبه وتسلق السطح، وقيد ذلك المسلم وسحبه إلى بلاط القآان، فأرسل القآان نوابه للتحقيق، وعندما أطلعوه على ما جرى قال: إن الرجل الفقير قد احترم القانون، وهذا التركي ترك القانون، لأنه صعد إلى دار الفقير، وبهذا نجا المسلم وقتل القبجاقي [2].

6 ـ كيوك خان (644 ـ 647هـ = 1246 ـ 1249 م):
على أثر وفاة أوكتاي، اضطربت أحوال المغول، واختلفوا على من يخلفه على العرش،

[1] المغول د. الصياد صـ193 ..
[2] جامع التواريخ (2/ 62 ـ 63) المغول للصياد صـ194.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست