اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 178
جوتساي)) الذي استطاع أن ينشئ في هذا الاقليم إدارة حازمة منظمة، مستعيناً في ذلك بالكتاب والعمال من الصينيين والأويغوريين والإيرانيين وأهل التبت، كذلك نجح في تنظيم الشئون المالية، وضبط عمليات الداخل والخارج، وإلى هذا الوزير يرجع الفضل في إعداد ميزانية ثابتة للإمبراطورية المغولية، إذ ألزم الصينيين بأن يأدوا ضرائب معينة نقداً ونوعاً، بما يجري تقديره من اثواب الحرير وكميات الحبوب على حين يدفع المغولي عشرة في المائة مما يحوزه من قطعان الخيل والماشية والغنم، ثم أنه شيد في مدينة بكين ((خان باليغ)) مدارس لتخريج شباب ذوي خبرة وكفاءة، وفيها كانوا يدرسون تعاليم كونفوشيس [1]، ولما تم لأوكتاي فتح الصين الشمالية ولي عليها"محمود يلواج" كما نصب ابنه"مسعود بيك" حاكماً على إقليم ما وراء النهر، فقام الأب والابن بتعمير ما خربه المغول، وأخلصاً في خدمة الناس وإصلاح أحوالهم وإدارة تلك المناطق أحسن إدارة [2]، وكان أوكتاي يميل إلى التعمير والتشييد وشرع في عام 631هـ/1234م في بناء عاصمة جديدة له وأمر بتشييد قصر شامخ في العاصمة الجديدة يبلغ طول كل ضلع من أضلاعه رمية سهم بعيد المدى، وأقاموا في وسطه مقصورة عالية وأنجزوا ذلك المبنى في أكمل صورة وأتم نسق، ثم عكفوا على زخرفتة وتزيينه بمختلف فنون النقش والتصوير وامر بأن يبني كل من الإخوة والأبناء وسائر الأمراء والملازمين له دوراً فخمة حول هذا القصر فامثلوا جميعاً الأمر وعندما تمت هذه المباني واتصل بعضها ببعض كونت مجمعاً عمرانياً رائعاً وكان ذلك بإشراف أمهر المهندسين الصينيين الذين قد أحضرهم معه ([3])،
وطور أوكتاي نظام البريد وفكر في حفر الآبار على امتداد دروب الصحراء في آسيا الوسطى [4].
5 ـ معاملة أوكاتي لرعاياه من المسلمين: كان أوكتاي ملكاً كريماً نبيل الخلق، طيب المعاملة للمسلمين على حين أن أخاه جغتاي، كان لا يكف عن إيذاء المسلمين، وإلحاق الضرر بهم، وكان يود أن يستأصل شأفتهم من سائر البلدان، وتنفيذاً لهذه السياسة درج على تحريض كبار الشخصيات المغولية من الأمراء والقواد لكي يوشوا بالمسلمين عند أوكتاي حتى يتغير عليهم ويعمل على الخلاص منهم، وذات يوم جاء راهب بوذي إلى الخان وقال له: إنه رأى جنكيز خان في المنام، وأنه يأمر ابنه أوكَتاي بضرورة العمل على هلاك المسلمين في [1] المصدر نفسه صـ189. [2] المصدر نفسه صـ189. [3] المصدر نفسه صـ191 .. [4] المغول د. العريني صـ162.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 178