responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 153
خاصة أن تركان خاتون وجنودها المرتزقة من عشيرة قنقلي قد وضعوا الممالك الأصلية في الدولة الخوارزمية تحت إدارتهم المستقلة وعينوا أقرباءهم في إدارة معظم شؤون الممالك المفتوحة أيضاً ولم يكن السلطان محمد حيلة حتى في اختيار ولي عهد مملكته ووزيره سوى النزول على رغبة والدته ([1]
وكانت دائرة قوة تركان خاتون هي ولاية خوارزم وكان معظم الجيش وقادته ورجال الدولة في تلك المنطقة إما من أتراك قنقلي أو من خواص الملكة وغلمانها وقد تم تعيين نظام الملك محمد بن صالح في منصب الوزارة واختيار أوزلاغ شاه ولياً لعهد خوارزمشاه بأمر منها وعلى خلاف رغبة السلطان محمد، فعلى الرغم من أن ولديه جلال الدين وركن الدين كانا أكبر من ابنه الثالث أوزلاغ، فقد تنازل السلطان عن ولاية عهده للأخير بعد إصرار تركان خاتون، ولُقب بأبي المظفر قطب الدين، وذلك لأن والدة أوزلاغ كانت من قبيلة تركان خاتون نفسها وكان أهلها كأهل تركان خاتون من الأتراك ذوي النفوذ وكانوا من أعوان والدة خوارزمشاه، وهكذا، فعند عودة جلال الدين إلى خوارزم وإعلان خلع أوزلاغ وتعيينه بدلاً منه كان أول من شق عصا الطاعة عليه وأدى إلى فساد أمره وفراره من خوارزم هو خال أوزلاغ شاه "قُتلُغ خان" وكانت تركان خاتون تناصب السلطان جلال الدين العداء، وحين فر من خوارزم نصحها أحد خواصها بالفرار واللحاق بجيش جلال الدين، إلا أن تركان خاتون رفضت النصيحة وقالت الوقوع في أسر جنكيز خان أفضل كثيراً من العيش في ظلال جلال الدين وموجز القول: إن هذه المرأة الأنانية المتعطشة للدماء وأقربائها من الأتراك كانوا من الأسباب الرئيسية لفساد أمر خوارزمشاه وكان كثير من الخلل الذي أصاب دولته ناتجاً عن استبدادها وعن الفجوة التي تفصل بينها وبين ابنها [2].
4 ـ ضعف النظام الحربي الخوارزمي: كانت نظم الخوارزميين الحربية وخططهم التي أعدوها للدفاع عن دولتهم قبيل الغزو المغولي من العوامل الرئيسية التي أدت إلى انتصار المغول، ففضلاً عن أن الجيش الخوارزمي الذي اعتمد عليه علاء الدين كان يتكون من التركمان وقبائل كانكالي، أما التركمان فهم سلالة الأتراك الغز الذين أخضعوا فارس تحت زعامة السلاجقة، وأدى استيطانهم في هذا الجزء من العالم الإسلامي واختلاطهم بالعناصر الفارسية والعربية، إلى تغيير صفاتهم الجثمانية وعاداتهم ولغتهم، أما قبائل "كانكالي" فيرجع

[1] تاريخ المغول منذ حملة جنكيز خان صـ 126 ..
[2] تاريخ المغول عباس إقبال صـ 85.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست