responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 147
أجل حظاياه إلى أن ماتت في أيامه [1]، وتوزعت طوائف أخرى من الخوارزميين ما بين نصيبين والموصل، وسنجار وإربل، وغير ذلك من البلاد فتخطفهم الملوك والرعايا، وطمع فيها كل أحد حتى الفلاح والبدوي وغيرهم، وقصد الجزء الأكبر من الخوارزميين بلاد سلاجقة الروم، فأقطعهم السلطان علاء الدين كقيباذ بن كيخسرو بلاداً لمعيشتهم واستخدمهم على حين انهزم كثيرون منهم إلى ترابزون ـ الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأسود ـ وبلاد الكرج المجاورة [2]، وهكذا تبعثرت بقايا الخوارزميين في عدة أنحاء من الشرق الأدنى الإسلامي، فكان من المتوقع ذوبانهم في إحدى هذه الأنحاء، أو كلها، غيرأن الظروف السياسية التي أحاطت بالشرق الأدنى الإسلامي آنذاك هيأت لهم الفرصة في الاستمرار كقوة عسكرية مؤثرة تدخلت في أدق الصراعات السياسية والعسكرية، حتى توافق لها استرداد بيت المقدس من أيدي الصليبيين سنة 642هـ فظل في أيدي المسلمين حتى قيام الحرب العالمية الثانية [3].
وقد بينت نهاية الخوارزميين في كتابي عن الحملات الصليبية الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة.

خامساً: أسباب زوال الدولة الخوارزمية: إن أسباب سقوط الدولة الخوارزمية كثيرة، جامعها الابتعاد عن تحكيم شرع الله في النظم السياسية والمالية والاجتماعية والعسكرية والأخلاقية .. الخ، فعندما يغيب شرع الله في أمور الحكم يجلب للأفراد والدولة والشعوب المنضوية تحتها تعاسة وضنكاً في الدنيا، والمعروف أن السبب في زوال الدولة الخوارزمية وجلب كارثة المغول على الأمة، هو خطأ ارتكبه السلطان علاء الدين محمد خوارزمشاه وذلك أنه أمر بقتل التجار التتار الذين دخلوا بلاده لممارسة التجارة، ولما أرسل إليه جنكيز خان سفيراً يسأله عن سبب قتل التجار، قتله أيضاً، فاشتعل جنكيز خان غضباً، وقام بحملة هوجاء على مملكة خوارزمشاه ثم على عالم الإسلام كله ([4]
وإذا تأملنا في القرآن الكريم في ضوء سنن الله الخالدة لنتائج الأعمال والأخلاق، وإزدهار الأمم وإنحطاطها الذي أشار إليه القرآن، لا سيما ما ذكره في بدء سورة الإسراء من تدهور بني إسرائيل وإفسادهم في الأرض، وعلوهم وتمردهم، وما جرى ذلك من زحف الملوك الظالمين، وتسلطهم على بني إسرائيل وخراب المسجد الأقصي، يبدو أن

[1] مفرج الكروب (4 ـ 323).
[2] مفرج الكروب (4 ـ 325).
[3] الأتراك الخوارزميون صـ38.
[4] رجال الفكر والدعوة في الإسلام (1 ـ 270) ..
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست