responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
يلاحقونه حتى إنتهى به المطاف في موضع في أعالي دجلة، وهناك وقف جلال الدين للمغول وقفته الأخيرة واشتبك معهم في معركة قاسية إنتهت بتمزيق جيشه بعد أن تكبد خسائر فادحة بالأرواح، غير أن جلال الدين نجا وتمكن من الفرار من ساحة المعركة، وظل يتنقل مختفياً من مكان إلى آخر، حتى دخل جبال الأكراد، وكان ذلك في سنة 628هـ [1]، وانتهى به الأمر إلى الوقوع في قبضة بعض هؤلاء الأكراد، فقتله أحدهم في منتصف شوال سنة 628هـ أغسطس سنة 1231م [2]. وهنأ جماعة من الأعيان الملك الأشرف صاحب دمشق بمقتل جلال الدين فأجابهم قائلاً: تهنئونني بهذا سوف ترون غب هذا، والله لتكونن هذه الكسرة سبباً لدخول التتار لبلاد الإسلام، ما كان الخوارزمي إلا مثل السد الذي بيننا وبين ياجوج وماجوج [3]. وأمر الملك شهاب الدين غازي الأيوبي صاحب ميافارقين بإحضار من قتله فأحضروه فأقر بقتله، وأحضر فرسه وسرجه وسيفه، وكان ((أوتر خان) السابق ذكره وجماعة من خواص السلطان الخوارزمي قد وصلوا إلى شهاب الدين غازي، فأنزلوا في قصره فأمر شهاب الدين بحمل جثمان السلطان جلال الدين ليلاً من القرية، فلما جاءوا قال لأوترخان: أنظر هل هو هذا؟ فلما رآه بكى وقال: نعم، فدفنوه ليلاً، وأخفوا قبره مخافة أن ينبش [4].
ك ـ التمزق الخوارزمي: بعد هزيمة المغول للخوارزميين ومقتل جلال الدين تفرقت جموع الخوارزميين وتمزقت في كل وجه، فقد انسحب خال جلال الدين ومن معه إلى الملك الظاهر شهاب الدين غازي، صاحب ميافارقين، على حين اتجهت زوجة السلطان وسراريه وخدامه وقطعة كبيرة من عسكره إلى مدينة حران وطلبوا أماناً من الأمير صواب نائب الجزيرة من قبل الأيوبي الكامل، فأمنه ثم غدر به، فنهبهم عسكره وأخذوا أموالهم، وأحيط بزوجته في قلعة حران، ثم استدعيت إلى دمشق فأقامت بها [5]، وأما حظية السلطات التي كان قد تركها مع أحد أصحابه قبيل هجوم المغول، فإنه لما سمع بفقد السلطان وصح ذلك عنه، أخذها ومضى بها إلى بغداد، وأهداها إلى الخليفة العباسي المستنصر بالله، فكانت عنده من

[1] المصدر نفسه صـ101.
[2] الأتراك الخوارزميون صـ35.
[3] العراق بين سقوط الدولة العباسية والعثمانية صـ102.
[4] الأتراك الخوارزميون صـ36.
[5] المصدر نفسه صـ37، التاريخ المنصوري صـ157.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست