responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 132
على العدى وأطعموهم سباع الأرض وطيور الهوى، فمن دماء مسفوكة وستور مهتوكة وصغار على ثدى أمهاتها المقتولة متروكة وكان عدة من قتل بلسان أهلها ومن انضوى إليها من الغرباء ورعية بلدها سبعون ألفاً ([1]
ويروي النسوي أن المغول انتشروا في خراسان وكانوا كلما حلوا ببلد جمعوا الفلاحين وقادوهم كالأغنام لمساعدتهم في حصار الأماكن التي يرغبون في الاستيلاء عليها وقد استولى الرعب والفزع على النفوس حتى كان الأسير أحسن حالاً ممن أقام في منزله لأنه أصبح لا يعرف شيئاً عن المصير الذي سيؤول إليه وكان المغول يرغمون حكام المقاطعات وأتباعهم على الاشتراك في أعمال الحصار، ومن أبى منهم قتل شر قتله [2].
جـ ـ مذبحة مدينة مرو: ذهب إلي مدينة مرو جيش كبير من التتار على رأسه بعض أولاد جنكيز خان واستعانوا في هذه الموقعة بأهل بلخ المسلمين، وتحرك الجيش المغولي بقيادة تولوي واستطاع المغول إبادة عشرة آلاف رجل من الخيالة التركمان كانوا يعسكرون على مقربة من المدينة، فاستدرجوهم إلى كمين وقتلوا عدداً كبيراً منهم وفر الباقون بعد أن غنم المغول منهم عدداً كبيراً من قطعان الماشيةالتي نهبوها من مدينة مرو، وفي اليوم التالي أول محرم سنة 618هـ ـ 25 فبراير سنة 1221م ـ سار تولي في خمسمائة من الخيالة لاختيار حصون المدينة ولم يمض أسبوع حتى تجمعت الجيوش المغولية التي أخذت في الهجوم على هذه المدينة، وكان أمام المحاصرين منفذان للنجاة، ولكن المغول فطنوا إلى هذين المنفذين وقضوا الليل على حراسة الأسوار والمنافذ ليحولوا دون خروج الأهالي والجيوش الخوارزمية منها، وفي اليوم التالي أرسل حاكم المدينة وكان يطلق عليه ((مدير الملك))، كبار رجال الدين إلى تولوي يعرضون التسليم، بشرط أن يؤمن من في داخل المدينة فودعهم المغول بتلبية مطالبهم حتى أن مدير الملك خرج بنفسه إلى معسكر المغول يحمل الهدايا إلى تولوي، الذي أكد له سيثبته في حكم هذه المدينة وأعيانها ليخلع عليهم الخلع ويمنحهم الهبات، فأرسل مدير الملك في استدعائهم، ولما حضروا إلى معسكر المغول ربطهم تولوي ومعهم مدير الملك، وطلب منهم أن يعدوا [3] له قائمتين طويلتين.

[1] الدولة الخوارزمية صـ172 ..
[2] المصدر نفسه 173.
[3] الدولة الخوارزمية والمغول صـ175.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست