responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 131
الغنية الواقعة على الضفة الغربية لنهر جيحون، ابتغاء الاستيلاء عليها [1].
أ ـ الاستيلاء على بلخ: لم تكن مدينة بلخ محصنة تحصيناً يكفل لها الصمود أمام الجيوش المغولية، وترجع شهرة هذه المدينة إلى أنها كانت من أمهات المدن الخوارزمية، فضلاً عن قيمتها التجارية بسبب وقوعها على إحدى الممرات التجارية الهامة في وسط آسيا، وكانت هذه المدينة عامرة بمبانيها آهلة بسكانها حتى قيل أنه كان بها ألف ومئتان من المساجد الكبيرة ومثلها من المساجد الصغيرة، كما كان بها حمامات عديدة خاصة بالأجانب والتجار الذين يفدون على المدينة [2]، وبرغم تسليم هذه المدينة في سنة 618 هـ /1221م لم يعفها جنكيز خان من التخريب، كما لم يعف أهلها من القتل ثم اكتفى بالزحف عند هذه المدينة وقنع بإرسال ابنه تولوي إلى خراسان على رأس جيش مكون من سبعين ألفاً، ويظهر من تغيير جنكيز خان خطته الحربية انه أراد أن يؤمن أملاكه وجيوشه في هذه النقطة [3].
ب ـ احتلال نسا والقضاء على أهلها:
سارت طلائع جيش تولوى إلى خراسان في سنة 617 هـ ـ 1220م وكانت تتكون من عشرة الآلف جندي بقيادة توجاش زوج ابنة جنكيز خان، وقد سار القائد إلى مدينة نسا ولما قربت إحدى كتائبه من المدينة سلط المسلمون سهامهم على رجالها فقتل عدد كبير، كما قتل بلجوش قائد هذه الكتيبة ولما وصل توجاشر بجيوشه، أمر بأن ينصب حول المدينة عشرون منجنيقاً، وبعد خمسة عشر يوماً استطاع المغول أن يحدثوا ثغرة في حوائطها واحتلوها ليلاً، ولما طلع النهار بدأوا يثأرون لمقتل القائد بلجوش، فأخرجوا جميع السكان وأمروا بربطهم الواحد بجوار الآخر، كما أمروا بربط ذراعي كل رجل وراء ظهره، ثم قتل المغول جميع النساء والرجال والأطفال حتى قيل إن عدد من قتل من سكان هذه المدينة بلغ أكثر من سبعين ألفاً و وقد وصف النسوي هذه الحادثة وصفاً يثير الحسرة والألم حيث قال: فساقوهم إلى فضاء وراء البساتين، كأنهم قطعان الضأن تسوقها الرعاة، ولم يمد التتار أيديهم إلى سلب ونهب إلى أن حشروهم إلى ذلك الفضاء الواسعة بالصغار والنساء والضجيج يشق جلباب السماء والصياح يسد منافذ الهواء، ثم أمروا، بأن يكتفوا بعضهم بعضاً ففعلوا ذلك خذلانا، وإلا فلو تفرقوا وطلبوا الخلاص عدواً من غير قتال والجبل قريب، لنجا أكثرهم، فحين كتفوا جاءوا إليهم بالقوس وأضجعوهم

[1] المصدر نفسه صـ 167.
[2] المصدر نفسه صـ 167.
[3] المصدر نفسه 172.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست