responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 126
عملاً بربرياً فاحشاً ذلك أنها أمرت بقتل أولئك الأمراء الذين كان علاء الدين قد استولى على أملاكهم، والذين كانوا في سجون خوارزم، فقتلت أبناء طغرلبك آخر سلاطين السلاجقة في العراق وأمراء بلخ وترمذ وباميان وابني آخر ملوك الدولو الغورية، وكثيرين من الأمراء الآخرين [1].
رحلت التركان خاتون من إقليم خوارزم بغية الالتجاء إلى العراق العجمي، ثم اعتصمت وهي في الطريق بإحدى قلاع مازندران الحصينة، وقد استولى القائد المغولي ((سوبوتاي)) في أثناء مطاردته علاء الدين خوارزمشاه على هذه القلعة، التي سلمت بعد ثلاثة أشهر حين نفذ ما أدخره المحاصرون من مياه للشرب، ووقعت تركان خاتون أسيرة في أيدي المغول الذين قادوها هي وحاشيتها وأبناء علاء الدين إلى معسكر جنكيز خان، وقد ظلت تركان خاتون أسيرة في أيدي المغول حتى رحلوا إلى بلادهم وصحبوها معهم إلى هناك، حيث ماتت سنة 630هـ/1233م، وأما أبناء علاء الدين الصغار فقد قتلهم جنكيز خان رغم حداثة سنهم، كما أعطى أبنه جغطاي اثنتين من بنات علاء الدين، فتزوج واحدة وأعطى الثانية لأحد رجاله المقربين، كما أعطى جنكيز خان ابنة ثالثة من بنات علاء الدين لحاجبه دانشمند [2]، وهكذا خلا إقليم خوارزم من الحكام الخوارزميين وبات ينتظر مصيره المحتوم على أيدي المغول [3].
أ ـ انتقال جلال الدين منكبرتي من خوارزم: بعد وفاة علاء الدين في الجزيرة المنعزلة في بحر قزوين على نحو ما رأينا عبر أولاده الثلاثة جلال الدين منكبرتي، وأزلاغ شاه، وأق شاه، عبروا البحر إلى إقليم خوارزم حيث استقبلوا بمظاهر الفرح والسرور إذ كانت حاضرة هذا الإقليم في فوضى مستمرة منذ غادرتها تركان خاتون التي انشغلت بنفسها، وفاتها أن تعين حاكماً على هذا الإقليم، وقد وصف النسوي وصول جلال الدين منكبرتي وأخويه إلى إقليم خوارزم في عبارة نوردها في هذا المقام: لما اندرج السلطان إلى رحمة الله ودفن بالجزيرة، ركب جلال الدين البحر إلى خوارزم بأخويه المذكورين (أزلاغ شاه وأق شاه) ... وتباشر الناس بقدومهم تباشر من أعضل داؤه، فظفر بدوائه، واجتمعت عندهم من العساكر السلطانية زهاء سبعة آلاف فارس [4]. وعلى الرغم من أن جلال الدين منكبرتي وأخويه استطاعوا أن يجمعوا جيشاً كبيراً لمواجهة المغول، فقد كان من سوء حظ الخوارزميين أن هذا

[1] المصدر نفسه صـ161.
[2] المصدر نفسه صـ161.
[3] المصدر نفسه صـ162.
[4] الدولة الخوارزمية والمغول صـ162.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست