اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 122
هذه العبارة التي ذكرها النسوي: إن عري السلطنة قد انفصمت والدولة قد وهنت قواعدها، وتهدمت وهذا العدو قد تأكدت أنيابه وتشبثت بالملك أظفاره، وتعلقت أنيابه، وليس يأخذ بثأري منه إلا ولدي منكبرتي، وها أنا موليه العهد، فعليكما بطاعته ([1])،
وبعد أن قضى علاء الدين في هذه الجزيرة شهراً، قضى نحبه ودفن فيها، ومما يؤسف له أن أتباعه عجزوا عن إيجاد كفن يكفنونه به حتى أن شمس الدين محمود وكان من المقربين إليه خلع قميصه وكفنه به، ويروى السيوطي أنه كفن بشاش فراش كان معه [2]،، وقد وصف ابن الوردي حالة السلطان علاء الدين خوارزمشاه في أواخر أيامه فقال:
وفارق المسكين أوطانه
وملكه ممتحناً بالمرض
وكم حوى من جوهر مثمن
فما فدى الجوهر هذا العرض
وقد ذكر النسوي الذي عاصر هذه الحوادث، وخدم في بيوتات الخوارزميين بعض أبيات تصور حال علاء الدين في أيام سطوته الأولى وحاله بعد أن مالت به الأيام أبدع تصوير:
أذل الملوك وصاد القروم
وصير كل عزيز ذليلا
وحف الملوك به خاضعين
وزفوا إليه رعيلا رعيلا
فما تمكن من أمره
وصارت له الأرض إلا قليلا
وأوهمه العز أن الزمان
إذا رامه ارتد عنه كليلا
أتته المنية مغتاظة
وسلت عليه حساما صقيلا
فلم تغن عنه حماة الرجال
ولم يجد قيل عليه فقيلا
كذلك يفعل بالشامتين
ويفنيهم الدهر جيلا فجيلا (3)
وكان هدف المغول القبض على علاء الدين محمد خوارزمشاه، لكنهم لم يستطيعوا تحقيق هذه الأمنية، ومع ذلك فإنهم استولوا على كثير من المدن والبلدان التي صادفتهم وهم يطاردونه، ومن أبرزها ((مازندران)) ذات القلاع التي اشتهرت بمناعتها وحصانتها ولم يلاقوا في الاستيلاء عليها سنة 617هـ/1220م مقاومة تذكر [4]، كذلك اتجهت بعض القوات [1] الدولة الخوارزمية والمغول صـ152 .. [2] تاريخ الخلفاء للسيوطي صـ113.
(3) سيرة السلطان جلال الدين صـ48، الدولة الخوارزمية صـ153. [4] عودة الروح للخلافة صـ206.
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 122