اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 100
المبحث الثالث: إزالة المغول للدولة الخوارزمية:
اتفق الجغرافيون المسلمون في تحديدهم لإقليم خوارزم، فذكروا أن حدوده من الغرب بلاد الترك الغزية. ومن الجنوب خراسان، ومن الشرق بلاد ما وراء النهر ومن الشمال بلاد الترك أيضاً [1]، واعتبر الاصطخري إقليم خوارزم من أقاليم ما وراء النهر، بينما عده جغرافي آخر من أهل القرن الخامس الهجري من مدائن خراسان [2]، ولعل السبب في إضافته إلى خراسان في القرن الخامس يرجع إلى خضوعه للسلاجقة في سنة 430هـ /1038م [3]، وهذا تحديد فرضه الواقع السياسي لا الواقع الجغرافي وأما ياقوت الحموي المتوفى سنة 626هـ / 1228م، فقد ذكر عن هذا الإقليم إنه منقطع عن خراسان وعن ما وراء النهر [4]، وأما خوارزم في وقتنا فتقع ضمن الاتحاد السوفيتي ـ سابقاً ـ ووزعت بين جمهوريتين هما اوزبكستان وتركمانستان السوفيتين [5] سابقاً، وذلك بعد غزو الروس لها وخلعهم أميرها خان خيوة السيد عبد الله خان بهادر في سنة 1924م [6]. أولاً: سلاطين خوارزم: ينسب سلاطين الدولة الخوارزمية في الأصل إلى أنوشتكين وهو عبد تركي كان مملوكاً للأمير السلجوقي بلكباك، اشتراه من بلاد الغور [7] التي تقع في أفغانستان الحالية ويبدو أن هذا الأمير السلجوقي قد رأى في أنوشتكين ملامح نجابة اتضحت في تكوينه الجسمي المنسق، وصفاته النفسية الهادئة، ومن ثمة قدمه إلى بلاط السلطان السلجوقي ((ملكشاه)) حيث حظي بوظيفة الساقي [8]. وقد هيأت له هذه الوظيفة فرصة الترقي حتى عين شحنة على إقليم خوارزم، سنة 470هـ/1077م، فاستمر مداوماً عليها حتى وفاته في سنة 490هـ/1096م، ولما كان انوشتكين قد أرسل أكبر أبنائه قطب الدين محمد إلى مدينة مرو [1] الدولة الخوارزمية د. نافع العبود صـ 11. [2] آكام المرجان في ذكر المدائن المشهورة في كل مكان صـ 14. [3] أخبار الدولة السلجوقية صـ 17. [4] معجم البلدان (4/ 400)، الدولة الخوارزمية صـ 11. [5] الدولة الخوارزمية صـ 12. [6] المصدر نفسه صـ 12. [7] نهاية الأرب (27/ 297)، الأتراك الخوارزميون صـ 11. [8] مفرج الكروب (4/ 322).
اسم الکتاب : المغول (التتار) بين الانتشار والانكسار المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 100