اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 33
سرقسطة، ومنها الأمازيغية كبني الأفطس المكناسيين في بطليوس وبني النون الهواريين في طليطلة، ومنها السقلبية كبني مجاهد وبني غانية في شرق الأندلس.
وعندما انهارت مقاومة الدويلات الأندلسية أمام الغزو النصراني استنجد الأندلسيون بأمير المسلمين بالمغرب يوسف بن تاشفين المرابطي، فانتقل إلى الأندلس عدة مرات وهزم القوات النصرانية في معركة الزلاقة سنة 1086 م في عبوره الأول.
ثم ضم الأندلس إلى المغرب، وقضى على ملوك الطوائف. غير أن هذه الأحداث أدت إلى ضياع مناطق شاسعة من أرض الأندلس الإسلامية التي تقلصت مساحتها إلى 250.000 كيلومتر مربع فقط أيام دولة المرابطين. وكانت أهم القواعد الإسلامية التي سقطت في هذه الحقبة ولم يستعدها المرابطون مدينة طركونة التي سقطت سنة 960 م وبراغة شة 1040 م وقلمرية سنة 1064 م ووادي الحجارة ومجريط وخاصة طليطلة سنة 1085 م، الخ ... وفي أواخر القرن الحادي عشر الميلادي تغير الوضع كذلك بالنسبة للدويلات النصرانية فأصبحت أكبرها مملكة نبارة. ثم توحدت قشتالة وليون في مملكة واحدة سنة 1035 م. ثم انفصلت مملكة أراغون من مملكة نبارة وانفصلت عن قشتالة مملكة البرتغال. وكانت هذه الدويلات كلها رغم حروبها مع بعضها تنسق حربها ضد دولة الأندلس وتكبر على حسابها بانتظام، وكثيرًا ما كانت هذه الحروب بزعامة قشتالة.
ولمّا ضعفت الدولة المرابطية أخذت الأندلس تتجزأ إلى ممالك طوائف مرة ثانية. فاستنجد الأندلسيون بالموحدين المغاربة فأنجدوهم سنة 1145 م وضموا الأندلس للدولة الموحدية بعدما ضاعت مناطق أخرى كبيرة ومدن مهمة أهمها مدينة سرقسطة سنة 1118 م.
ثم ضعفت الدولة الموحدية وانهزم المسلمون انهزامًا فادحًا سنة 1212 م (609 هـ) في معركة العقاب، واجتمعت جيوش الممالك النصرانية الإسبانية كلها (قشتالة ونبارة والبرتغال وليون وأراغون) ضد الجيوش الموحدية. واستطاعت بعد هذه المعركة أن تفرض قشتالة هيمنتها على باقي الممالك النصرانية إما بالضم كجليقية وليون أو ببسط حمايتها عليها. ولولا الحروب الأهلية بين الدويلات النصرانية لقضي أمر المسلمين بعد معركة العقاب. غير أن الأندلس توزعت من جديد إلى دويلات طوائف متناحرة. فغلب ابن هود على مرسية وشرق الأندلس، وغلب ابن الأحمر على
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 33