responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 32
بقوا طابورًا خامسًا داخل الدولة الإسلامية يظهر كلما ضعفت شوكتها. ووصلت الدولة الأموية الأندلسية أوجها أيام عبد الرحمن الناصر الذي حكم البلاد 49 سنة بين 912 وسنة 961 م استتب في أيامه الأمن وتقدم العلم والأدب.
نزلت مساحة الدولة الأندلسية أيام عبد الرحمن الناصر إلى حوالي 440.000 كيلومتر مربع بعد أن فقد المسلمون أربونة سنة 751 م وقرقشونة سنة 759 م وبمبلونة سنة 798 م وبرشلونة سنة 801 م وبرغش وليون وأبيط وكل جليقية وسمورة وغيرها من المدن شمال غرب الجزيرة الإيبرية. تنظمت الفلول النصرانية التي بقيت في الجيوب الشمالية الغربية في دويلات نصرانية كانت مركز مقاومة ضد الدولة الإسلامية منذ بدايتها. وأول هذه الدويلات هي مملكة جليقية وأشتورياش التي أصبحت بعد ذلك مملكة ليون عندما نقلت عاصمتها من أبيط إلى ليون. وانفصلت عن ليون سنة 359 هـ (970 م) مملكة قشتالة، وعاصمتها الأولى برغش. وانفصلت عن ليون قبل قشتالة مملكة نبارة، وعاصمتها بمبلونة، حوالي سنة 836 م. وأخذت هذه الدويلات الثلاثة تتسع على حساب الدولة الأندلسية كلما سنحت لها الفرصة وبمساندة أوروبا بأكملها.
وبدأ الضعف يسري في الدولة الأموية عندما سيطر على الحكم حاجب هشام الثاني المؤيد (حفيد الناصر) المنصور بن أبي عامر. وكان المنصور هذا من أحسن القواد المسلمين ومن أبرع رجال الدولة. فأعاد للبلاد قوتها الأولى ووحدها تحت راية الإسلام من جديد. لكن أبناء المنصور لم يكونوا في مستوى أبيهم ولا كان أحفاد الناصر في مستوى جدهم. يزيد على ذلك أن المجتمع الأندلسي أصبح مجزأ عنصريًّا. فالمنصور بن أبي عامر لم يثق بأهل بلده فأدخل أعدادًا كبيرة من الأمازيغ المغاربة والمماليك السقالبة في جيشه، وكان السقالبة يجلبون من فرنسا وايطاليا وشمال أوروبا ويعتنقون الإسلام عند وصولهم إلى الأندلس. فعندما ضعفت الدولة الأندلسية أخذت هذه العناصر الأربعة (العرب والأمازيغ والأندلسيون والسقالبة) تتطاحن مع بعضها. فانهارت الدولة الأموية سنة 1031 م بعد حروب أهلية طاحنة. وتجزأت الأندلس إلى مجموعة متعددة من الدويلات العنصرية تحت حكم ملوك الطوائف قضت على الوحدة الأندلسية وفتحت المجال للإمارات النصرانية الموحدة تحت إرشادات بابا روما بغزوها الواحدة تلو الأخرى. وأصبح عدد هذه الدويلات الإسلامية الأندلسية 23 دولة، منها العربية كبني عباد في إشبيلية وبني هود في

اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست