اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 286
وفي صيف سنة 1926 م، التحق ببلاس إنفانتي في إيسلا كريستينا شقيقه وأبناء أخواله فرانسسكو سالاس وليوكارديو بريز دي بركاش وأخت سالاس مع زوجها الجنرال سانتالا. فذهب الجميع في رحلة سياحية على مشارف وادي يانه يتذكرون أحاديث الصبا، وكلها تدور حول الأندلس وتاريخها. ويعتقد الدارسون لحياة بلاس إنفانتي أنه ورث حبه للأندلس عن أمه وأهلها، وهي التي كانت تقص عليه في صباه مآسي أجدادها المورسكيين، وعظمة الأندلس القديمة، وتضحيات الثورات الإسلامية الرافعة للأعلام الخضراء والبيضاء، وثورة طاهر الحر. فبقيت تلك الأحاديث عالقة بذهنه، كما بقيت مثيلاتها عالقة بأذهان الملايين من مواطنيه الأندلسيين.
وفي 28/ 5 / 1928 م ازدادت لبلاس إنفانتي وزوجه، "لويزا خنيزا" ابنتهما الأولى، ثم "مارية" (4/ 8 / 1930 م) و"الكريا" (24/ 9 / 1935) و"لويس بلاس"، ابنه الوحيد (26/ 11 / 1931 م).
وفي سنة 1929 م، اتصل إنفانتي في جليقية بزعماء حركتها القومية المجتمعين حول جريدة "نوس"، كما ظل على صلة بزعماء الحركة القومية القطلانية. ومنذ هذه السنة أخذ إنفانتي يكتب رسائل إلى صديقيه "فرانسسكو شيكو كانكا" و"رفائيل أشوا بيلا" حول مبادىء القومية الأندلسية، وإمكانية الرجوع إلى الحركية بعد انتهاء الدكتاتورية المتوقع. أظهرت هذه "الرسائل الأندلسية" تحولاً جديدًا لفكر إنفانتي إلى وضوح أكبر، وخططت لمسار القومية الأندلسية بعد سنة 1931 م. ومن أقواله فيها: "إن المسؤولية متساوية للجميع أمام الهدف المشترك، لكل واحد حسب مقدوره وكفاءته. يختار كل واحد نضاله بحرية في أعمال مختلفة كل حسب ميوله. نريد أن نؤسس أمة". ثم يقول: هدفنا هو "تحرير الشعب الأندلسي روحيًّا واقتصاديًّا".
وفي سنة 1930 م، انتهت الدكتاتورية. فأخذ إنفانتي يفكر في الرجوع إلى إشبيلية وإعادة تنظيم المراكز الأندلسية على أسس جديدة. فنقل عمله كموثق عدل إلى بلدة قورية بالقرب من إشبيلية.
وفي سنة 1931 م، أسس إنفانتي "مجلس الأندلس التحرري" عوضًا عن المراكز الأندلسية القديمة. وكان نشاط سياسي أكبر منها دون أن يكون حزبًا جديدًا.
وفضل إنفانتي الدخول في حزب يسهل المبادىء الأندلسية دون أن يكون أندلسيًّا.
فانضم إلى "الحزب الجمهوري الاتحادي"، وتقدم باسمه للانتخابات التشريعية في
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 286