responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 287
قرطبة وإشبيلية، بعد إعلان الجمهورية، مستعملاً برنامجه الثوري الأندلسي. فألح في خطبه على ضرورة الرجوع إلى الأصالة الأندلسية، ومجد بجامعة قرطبة الإسلامية التي علمت أوروبا كلها الحضارة والتمدن، وطالب الأندلسيين باستعادة الهوية والتاريخ والأرض، وطالب بإزاحة هيمنة الكنيسة على الدولة والتفريق بينهما. كما طالب بحرية التعليم ومجانيته. وهاجم الكنيسة التي عد من أكبر جرائمها طردها للمسلمين الأندلسيين، وقضاءها بذلك على "زهرة ما تبقى من ثقافتنا". ثم هدد، إذا لم تستجب الحكومة المركزية لمطالب الشعب الأندلسي، بإعلان الجمهورية الأندلسية، "والدفاع عنها ولو أدى ذلك إلى استشهادنا، لإنهاء الاستعمار الخبيث الذي قضى على الأندلس كشعب شرقي". ورفض إنفانتي الانضمام إلى الشيوعية أو التعامل معها لإيمانه بالإله الواحد الأحد، وأخذ إنفانتي في هذه الحقبة يذكر أمجاد الأندلس القديمة في خطبه، ونضال المسلمين الأندلسيين، بما فيهم المورسكيين، وعظمة مسجد قرطبة الأعظم وقصر الحمراء، ويطالب بتحرير الناس والقلوب والثقافة والأرض والاقتصاد. كلام خطير حينذاك.
وفي أبريل سنة 1930 م، انعقد في دهلي بالهند مؤتمر "الشعوب التي لا دول لها"، شارك فيه عن القوميين الأندلسيين الشاعر الأندلسي المسلم آبل قدرة، الذي بيّن في خطبته للحاضرين أن نضال تحرير الأندلس هو جزء من نضال شعوب آسيا وإفريقيا المغلوب على أمرها، وأبان أن جذور القومية الأندلسية هي الإسلام، وقال: "والإسلام هو الدوام؛ ماذا بقي لنا من الإسلام؟ بقي لنا الشعور بقوة الله وتوازنها.
فالإسلام ليس روحانية فقط، بل هو حركية كذلك؛ وإذا كان نبوة، بل رسالة، فهي ليست تنبؤًا للمستقبل، بل تخطيطًا لمستقبل أفضل عبر الجهاد المتواصل؛ والدوام ليس فكرة فقط، بل هو عقيدة؛ وهذه العقيدة هي تجربتنا تجربة الأندلس أيام عزها؛ نحن في المجلس الثوري قضاة ضد الجريمة التي ضحيتها القدس، قضاة ضد جرائم الغرب ضد أرض هي شرقية أساسًا: أرض الأندلس".
وقال آبل قدرة في خطابه المذكور، منذرًا بقرب انبعاث إسلامي في الأندلس، مشيرًا إلى المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في القدس بفلسطين، ما يلي: "وعندما سُأل أحدهم في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد سابقًا عن ديوان الأندلسيات الذي يرمز إلى نضال الأرض، كان الجواب فمن نحن؟ وإلى من ننتمي؟ فكالشيعي الذي يتحرق دائمًا على قبر الحسين، نحن في قلوبنا حرقة تسمى الأندلس ... الأندلس ... شرقية في

اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست