اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 251
المورسكيين في الأندلس، قال سوينبورن إنه عندما زار غرناطة تعرف على عدة عائلات من أصول إسلامية.
وفي سنة 1779 م (1193 هـ)، أرسل سيدي محمد بن عبد الله، سلطان المغرب، سفيره محمد بن عثمان المكناسي إلى ملك إسبانيا في شأن افتكاك الأسرى المغاربة. وقد زار السفير الأندلس وكتب ملاحظته في كتاب.
قال المكناسي في رحلته عن غرناطة: "وبهذه المدينة من بقايا الأندلس شيء كثير، فمنهم من ينتسب ومنهم من لا ينتسب. وقد تعرف إلينا أحد أصحاب الشرطة ممن له غلظة وتجبر، وقد رأيت فيه ظلمًا كثيرًا يضرب النصارى ويشتمهم، وقد أتاني ذات يوم فقال: إني من المسلمين وإنما جعلت هذه الخطة بيدي سببًا للوصول إلى إذاية هؤلاء الكفرة، وأنا من أولاد صيرون".
ثم تحدّث المكناسي عن أحد أعيان بلدة لوشة (مقاطعة غرناطة) قائلاً: "ففرح بدخولنا إلى داره فرحًا كثيرًا وقال: أنا من أولاد رغوان وأنا محب في المسلمين، فقلت له: إن إخوانكم عندنا في بلدنا من خيار الناس فهلا قدمت عليهم؟ فقال: أقدم إن شاء الله لرؤية البلد بقصد التجارة".
وفي سنتي 1786 م و 1787 م، زار الأندلس الرحالة الإنكليزي جوزف تاوسند، ووثق رحلته في كتاب. وقد اجتمع تاوسند عند مروره بغرناطة بغاردوكي، قاضي محكمة التفتيش، وكانت له علاقة وثيقة معه، وقد أطلعه على متابعة محاكم التفتيش للعائلات المورسكية سنة 1726 م ثم قال: "وفي يومنا هذا يعتقد الجميع أن كلا المسلمين واليهود كثيرون في إسبانيا؛ فالمسلمون يعيش أكثرهم في الجبال، واليهود في المدن الكبيرة. وهما يختفيان اختفاء كاملاً، ويتظاهران بالانتماء إلى تعاليم الكنيسة في مظاهرهما الخارجية. ويعتقد بعض الأشخاص أن بعض الرهبان الأكثر ورعًا وحتى بعض موظفي محاكم التفتيش هم في الحقيقة يهود".
وفي سنة 1787 م، كتب بورو: "إن عدد اليهود والمسلمين لا زال كبيرًا في إسبانيا، فالمسلمون لجؤوا إلى الجبال، بينما لجأ اليهود إلى المدن الكبيرة".
وفي سنة 1809 م، زار الأندلس رحالة إنكليزي آخر واستقر في بلدة الحامة (مقاطعة غرناطة) حيث لاحظ كثرة المنحدرين من المسلمين، وتعرف على صاحب شركة بغالين فوجده وجميع أهله ذوي أشكال عربية رغم ما يدعونه من الدم القشتالي.
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 251