اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 250
أظهر من الميل إلينا ما غلب على الظن أنه مسلم، وصار يشير بإشارة خفية، ويكثر من الالتفات حال مخاطبته إيانا، ولم يستطع التصريح بما في باطن الأمر".
وقال الغزال عن أهل إشبيلية: "ومما غلب على الظن من ظهور انقيادهم وامتثالهم وفرحهم بالمسلمين، أنهم إذا عرض عليهم الإسلام لأجاب جميعهم لو لم تكن بين ظهورهم الفرايلية (الرهبان) ... وهذا ما أبدته الفراسة في القوم عند مباشرتهم واختبار أحوالهم من غير لفظ ولا إشارة إلا ما كان من بعض بقية الإسلام.
فمنهم من لفظ ومنهم من أشار. نسأل الله تعالى أن يهدي جميعهم للإسلام".
وقال الغزال عن أهل أندوجر (مقاطعة جيان): "وأهلها أهل حضارة، وقد أخذوا نصيبهم من الحسن، وأُخبرنا أن الكثير منهم من بقية الأندلس، ولا يستبعد ذلك، لأن أخلاقهم ليست كأخلاق الروم، وفي ميلهم للإسلام ومحبتهم ما فيه أكبر علامة لذلك".
وقال الغزال عن أهل الشر (مقاطعة لقنت): "ميلهم للمسلمين بالقلب والقالب، والظاهر دال على الباطن، ولا شك أن فيهم عرقًا عريقًا في الإسلام، حيث إن أسلافهم على الدين القويم. فهم يستأنسون بذلك ويقرون بأن الدين الإسلامي أشرف الأديان، وأن المسلمين هم على الحق ومن سواهم على الباطل، لكن لم تصلهم الدعوة. وعلى تقدير وصولها إليهم الآن لم يمكنهم حفظها والعمل بها. هذا في مقام العسر، وأما إن جهر أحد بذلك، فلا يستتاب عندهم ولا يحكم عليه إلا بالقتل".
وقال الغزال عن أهل لورقة (مقاطعة مرسية): "ولهم محبة كبيرة في الإسلام".
وقال الغزال عن أهل لوشة (مقاطعة غرناطة): "فهم على قدم غرناطة في الميل للمسلمين والمحبة الدالة على أن فيهم عرقًا يشم للإسلام بالخصوصية، رجالاً ونساء وصبيانًا، بزيادة على غيرهم، والكثير من ألقابهم موجود عندنا في الإسلام. فمنهم من يشير إشارة خفية ومنهم من يجهر بذلك. ولا مرية في أنهم من بقايا الأندلس، وقد طال عليهم العهد فغلبت عليهم الشقاوة والعياذ بالله".
وفي سنتي 1775 م و 1776 م زار الأندلس الرحالة الإنكليزي هانري سوينبورن، وكتب عدة رسائل واصفًا مرئياته فيها، وفي إسبانيا عامة، جمعت في كتاب. وبعد أن ذكر إجراءات محاكم التفتيش سنة 1724 م ضد ما تبقى من
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني الجزء : 1 صفحة : 250