responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 252
ولذا يعتقد الجميع، كما يقول الرحالة، أن معظم أهل الأندلس من أصول إسلامية، إن لم يكن ذلك عن طريق الآباء فعن طريق الأمهات.
وفي سنة 1828 م، كتب منيانو عن بلدة أجيجر (مقاطعة غرناطة)، معقل المجاهدين القديم في جبال البشرات، ما يلي: "يقال بأنه رغم الشدة التي طبقت في طرد المورسكيين، لم يمكن اجتناب ترك عائلات مختلفة".
وفي سنة 1847 م، كتب فورد عن أجيجر كذلك ما يلي: "أجيجر الإسلامية، عاصمة البشرات، محاطة بالجبال وهي تحلق فوق عذرة ... ونصف أهلها مسلمين رغم أنهم يتكلمون الإسبانية. وتنظر النساء ذوات الخدود الوردية والعيون السود والشعر الأسود بشراسة إلى الغريب الذي يمر من وقت بعيد إلى آخر من نوافذ لا تزيد عن كونها ثقبًا ليست أكبر من رأس الواحدة منهن".
هذا عدا الأسماء العائلية المشهورة إلى اليوم في إسبانيا، والدالة على أصول أصحابها الإسلامية، كالزكري وابن النجار وابن أمية وابن جمعة وبنيغش وغيرها من الأسماء الكثيرة.
وقد تكلم عن المورسكيين، وما آلوا إليه، عدد من الفلاسفة والمفكرين الأوروبيين في القرن الثامن عشر، مثل فولتير، المفكر الفرنسي الذي كان المورسكيون بالنسبة إليه أهل الأندلس الأصليين، ومن سلالة ساداتها، وأصبحوا مواطنين إسبان مضطهدين ومطاردين، مما دفعهم إلى الثورة والهجرة، رغم ضرورة وجودهم بالنسبة لاقتصاد إسبانيا، ورغم حبهم للعمل وإتقانهم له. كما يرى فولتير أنهم ضحية التطرف الصليبي الذي أجبرهم على التظاهر بالنصرانية. وقارن فولتير محنة المسلمين في إسبانيا بمحنة البروتستانت في فرنسا وأشار إلى أن "عدة عائلات (مورسكية) ممن أخلصوا للنصرانية استقرت في منطقة البروفانس باللانكودوق، ومنهم من وصل إلى باريز، وأخيرًا استقر هؤلاء اللاجئون في البلاد (فرانسا)، واندمجوا في الأمة (الفرنسية) التي استفادت منهم بسبب غلط إسبانيا، والتي اتبعت أخيرًا مثالها (السيىء) في تهجير البروتستانت". كما ذكر المورسكيين عدد من المفكرين الفرنسيين، من بينهم ديدرو والراهب
راينال، في كتاب "تاريخ مراكز التجارة في الهندين الفلسفي والسياسي" الذي صدر في القرن الثامن عشر الميلادي. ذكر الكتاب المورسكيين "كمحمديين" من "أتباع القرآن" الذين تحاول إسبانيا جعلهم نصارى، ووصف وضعهم بعد سنة 1609 م بأنهم

اسم الکتاب : انبعاث الإسلام في الأندلس المؤلف : علي المنتصر الكتاني    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست