responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 347
هجمات الإسبان [210]. ومن مميزات الحركة الأدبية في الأندلس في عصر المرابطين ظهور فن المقامات، وأول من تأثر بمقامات الحريري الأديب أبو طاهر محمد التميمي السرقسطي (توفي بقرطبة عام 538 هـ) فله كتاب (الخمسين مقامة اللزومية) وهي المعروفة بالمقامات السرقسطية وقد عارض بها مقامات الحريري، كما وضع الأديب محارب بن محمد الوادي آشي مقامة في مدح القاضي عياض بن موسى السبتي (توفي عام 544 هـ)، كما أن الأديب أبا عبد الله محمد بن القرطبي وضع مقامة سماها المقامة العياضية الغزلية [211].
ولم تلق الحركة الفلسفية رواجاً وتقدماً في الأندلس في العهد المرابطي وذلك لاعتماد هذه الدولة المذهب المالكي أساساً لكل أمورها، وبذلك لا تميل إلى الخوض في علوم الفلسفة [212]، ولكن مع هذا وجد من درس هذا العلم خلال هذه الفترة، أمثال العالم أبي بكر بن باجة المعروف، والعالم أبي الحجاج يوسف بن موسى الكلبي الضرير، من أهل سرقسطة الذي سكن مراكش ومات فيها عام 520 هـ [213]. وتوجت دولة المرابطين موقفها من الفكر الفلسفي، بإحراق كتب الإمام الغزالي، وأصدرت أوامرها إلى معظم مدن الأندلس والمغرب في عهد أمير المسلمين علي بن يوسف، بهذا الأمر، لاعتقاد أهل الفقه بأن كتبه مليئة بآراء المتكلمين ومذاهب الصوفية [214].
كما ذهب ضحية سلوك الفقهاء هذا أبو الحسن علي بن جودي (توفي 530 هـ)، وهو تلميذ ابن باجة، حيث اتهم بدينه فلاحقته السلطات، ففر وتحول إلى قاطع طريق مع عصابة تعمل بين الجزيرة الخضراء وقلعة خولان [215].
وأصبحت الأندلس ولاية موحدية 540 - 620 هـ، فبدأ عصر جديد للحركة الفكرية، فقد أعطى الموحدون الحريات للنشاطات العلمية والأدبية، سوى ما يخالف مبادئ فكرة التوحيد التي يعتمدها محمد بن تومرت [216] فقدروا العلماء، واستدعوهم إلى

[210] كنون، النبوغ المغربي، ج 1، ص 92.
[211] ينظر، إحسان عباس، تاريخ الأدب، ص 195 - حازم عبد الله، النثر الأندلسي، ص 324.
[212] المراكشي، المعجب، ص 172 - فيليب حتي وآخرون، تاريخ العرب (مطول)، ج 2، ص 645.
[213] السامرائي، علاقات، ص 429.
[214] ينظر، ابن القطان، نظم الجمان، ص 14 - 15 - المراكشي، المعجب، ص 173 - بروفنسال، الإسلام فى المغرب والأندلس، ص 153 - السلاوي، الإستقصا، ج 2، ص 57 - محمد مجيد السعيد، الشعر في عهد المرابطين والموحدين، ص 63، ص 72.
[215] ابن سعيد، المغرب، ج 2، ص 109 - السعيد، الشعر في عهد المرابطين، ص 72.
[216] عبد الله علي علام، الدعوة الموحدية بالمغرب، ص 151 وما بعدها.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 347
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست