responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 346
ولكن مع كل هذا فقد رعت دولة المرابطين الحركة الأدبية، وظللت على رجالها وأدخلهم سلاطينها في خدمتهم، فعلي بن يوسف استعان بالوزير أبي القاسم ابن الجد المعروف بابن الأحدب، وبأبي بكر بن محمد المعروف بابن القبطرنة، كما أن الأديب والفيلسوف ابن باجة خدم أمير سرقسطة المرابطي أبا بكر إبراهيم المعروف بابن تافلويت ونظم له الموشح المعروف بمطلعه:
جرر الذيل أيما جر ... وصل الشكر منك بالشكر
فطرب ابن تافلويت لهذا الموشح الذي ختم بقوله:
عقد الله راية النصر ... لأمير العلا أبي بكر (207)
ولأمير سرقسطة قصة معروفة مع هذا الأديب [208]. كما أن الدولة المرابطية شجعت الحركة الأدبية، ودل على ذلك المؤلفات العديدة التي ظهرت في هذه الفترة مثل: قلائد ابن خاقان، وذخيرة ابن بسام، وصلة ابن بشكوال ومسهب الحجاري وغيرها [209].
هذه الرعاية التي حظي بها أدباء الأندلس من قبل أمراء المرابطين، أثرت في الأدب الأندلسي تأثيراً محسوساً، فظهر بمظهر القوة، واختفت منه عناصر الضعف التي كانت سائدة عليه أيام ملوك الطوائف، فانتحى الشعراء في شعرهم مناحي الجد والتوقر بدل ما كانوا منغمسين فيه من المجون والبطالة، وذلك نتيجة ارتفاع معنويات أهل الأندلس عموماً بما أحرزوه من نصر على أعدائهم بفضل جهود المرابطين، بعدما كانوا أذلة أمام

= جادك الغيث إذا الغيث همى ... يا زمان الوصل بالأندلس
لم يكن وصلك إلا حلما ... في الكرى أو خلسة المختلس
ينظر، السعيد، الشعر في ظل بني عباد، ص 258 - السامرائي، دراسات، ص 405 ومن نماذج الزجل.
ما أعجب حديثي ... اشى هذا الجنون
نطلب وندبر ... أمراً لا يكون
وكم ذا نهون ... أمراً لا يهون
ينظر، محمد عبد المنعم خفاجة، قصة الأدب في الأندلس، ج 1، ص 232. كامل كيلاني، نظرات، ص 289 - عنان، عصر المرابطين، ق 1، ص 453 - 454.
(207) سالم، قرطبة، ج 2، ص 98، ص 184 وما بعدها.
[208] ابن خاقان، قلائد، ص 3 - 4 - السامرائي، علاقات، ص 423.
[209] ينظر، ابن الآبار، الحلة السيراء، ج 2، ص 211 - ابن سعيد، المغرب، ج 2، ص 108 - الحجي، التاريخ الأندلسي، ص 451.
اسم الکتاب : تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس المؤلف : مجموعة من المؤلفين    الجزء : 1  صفحة : 346
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست