responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 91
9 - عثمان - رضي الله عنه - والشعر والشعراء:
لم تذكر لنا المصادر والمراجع سوى النزر القليل عن علاقة عثمان - رضي الله عنه - مع الشعر والشعراء، مع أن فترة خلافته كانت طويلة نسبيا، ومن هذا القليل تبين لنا أنه كان ملتزما المنهج العام للعقيدة الإسلامية التي وضح معالمها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والتي سلك طريقها سلفه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولاشك أن لكل منهم شخصيته الأدبية المميزة، فقد اشتهر أبو بكر بمعرفة الأنساب، وبعلمه الوافر وحسن مجالسته وبروايته للشعر، واشتهر عمر بالحث على تعلم الشعر، وأنه لم تكن تعرض له قضية إلا تمثل ببيت شعر، أضف إلى ذلك أنه كان شاعرا، أما عثمان بن عفان -رضوان الله عليه- فلم يؤثر عنه ذلك الانغماس الكبير في الشعر، أو تلك العلاقة الحميمة مع الشعراء. وإذا كنا نعرف أن الشعراء كانوا يتهافتون على أبواب الأمراء طمعا برضاهم وبأعطيتهم، فإننا نرى أن الشعراء أيام عثمان يتركون الحواضر ودار الخلافة ويؤثرون العودة إلى البادية [1]. وقد ذكرت كتب الأدب والتاريخ بعض الأبيات نسبتها إلى عثمان أو كان يتمثل بها, ومن هذه الأبيات يروي أنه قال:
واعلم أن الله ليس كصنعه ... صنيع ولا يخفى على ملحد

وكان كثيرا ما ينشد أبياتا قالها ويطيل ذكرها لا تعرف لغيره:
تفنى اللذائذ ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار
يلقى عواقبَ سوءٍ من مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها نار (2)

قال يوم دخل عليه الثائرون في بيته ليقتلوه:
أرى الموت لا يبقي عزيزا ولم يدع ... لعاد ملاذًا في البلاد ومرتعا (3)

[1] أدب صدر الإسلام، واضح الصمد، ص99.
(2) شعراء الخلفاء، نبال تيسير الخماش، ص27.
(3) البداية والنهاية (7/ 192).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست