اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 92
وقال لَمَّا حوصر في داره:
يُبيَّت أهل الحصن والحصن مغلق ... ويأتي الجبال الموت شمراخها العُلا (1)
ويروى له أيضا:
غنيٌّ النفس يغني النفس حتى يكُفَّها ... وإن عَضَّها حتى يضرَّ بها الفقر
وما عسرة فاصبر لها إن لقيتها ... بكائنة إلا سيتبعها يُسْرُ
ونلاحظ في البيت الأخير أنه يتضمن معنى قرآنيا؛ إن مع العسر يسرا، وهذا ليس غريبا على الخليفة المسلم، الذي نشأ وترعرع في أحضان محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فهو يعاقب على شعر الهجاء والذي يتعارض وأحكام الشريعة الإسلامية، ويثني على الشعر الحسن ويحب الاستماع إليه، وكل ذلك ضمن المفاهيم الإسلامية [2].
وإذا كان الخليفة الراشد الثالث لم يهتم بالشعر، ولم يقرب إليه الشعراء، فإن مقتله من قبل الغوغاء فتح الباب على مصراعيه لازدهار الشعر العباسي الذي أصبح الأداة الصحافية الفاعلة في العصور الإسلامية المتلاحقة، فعند مقتله بكاه كثير من شعراء الصحابة، وسيأتي بيان ذلك بإذن الله.
* * *
(1) البداية والنهاية (7/ 192). [2] أدب صدر الإسلام، واضح الصمد، ص102.
(3) الأدب الإسلامي، د. نايف معروف، ص190.
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد الجزء : 1 صفحة : 92