responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 285
الشخصية حتى يتمكن منه كاتبه إلى الحد الذي يتصوره الرواة [1]. ولا ذنب لمروان بن الحكم إن كان في حياة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لم يبلغ الحلم باتفاق أهل العلم، بل غايته أن يكون له عشر سنين أو قريب منها، وكان مسلما يقرأ القرآن ويتفقه في الدين، ولم يكن قبل الفتنة معروفا بشيء يعاب فيه، فلا ذنب لعثمان في استكتابه، وأما الفتنة فأصابت من هو أفضل من مروان [2]. بل إن خبر طرد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأبيه ضعيف سندا ومتنا، وتعقبه شيخ الإسلام ابن تيمية فأوضح تهافته وضعفه [3]. وعُرف عن مروان بن الحكم العلم والفقه والعدل، فقد كان سيدا من سادات شباب قريش لما علا نجمه أيام عثمان بن عفان، وقد شهد له الإمام مالك بالفقه، واحتج بقضائه وفتاواه في مواطن عديدة من كتاب الموطأ, كما وردت في غيره من كتب السنة المتداولة في أيدي الأئمة المسلمين يعملون بها [4].
وكان الإمام أحمد يقول: يقال: كان عند مروان قضاء، وكان يتتبع قضايا عمر بن الخطاب [5]. وكان مروان من أقرأ الناس للقرآن كما كان له رواية للحديث الشريف؛ حيث روى عن بعض مشاهير الصحابة، وروى عنه بعضهم، وكما روى عنه بعض التابعين [6]. وكان حريصا على تحري السنة والعمل بها؛ روى الليث بن سعد -فقيه مصر- بسنده قال: شهد مروان جنازة، فلما صلى عليها انصرف، فقال أبو هريرة: أصاب قيراطا وحرم قيراطا (أي الأجر والثواب، كما ورد في حديث شريف) [7]. فأخبر بذلك مروان فأقبل يجري حتى بدت ركبتاه، فقعد حتى أذن له [8].
وجاء في مقدمة فتح الباري: مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية ابن عم عثمان بن عفان، يقال له رؤية، يعني رؤية الرسول عليه الصلاة والسلام، فإن ثبتت، فلا يعرج على من تكلم فيه [9]. وكان يقول ابن كثير: وهو صحابي عند طائفة كثيرة؛ لأنه ولد في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - [10]. وقد ولى مروان المدينة لمعاوية بن أبي سفيان، فكان

[1] الدولة الأموية المفترى عليها، حمدي شاهين، ص160.
[2] منهاج السنة (3/ 197).
[3] منهاج السنة (3/ 195، 196).
[4] الدولة الأموية المفترى عليها، ص169.
[5] البداية والنهاية (8/ 260).
[6] البداية والنهاية (8/ 260).
[7] المصدر نفسه (8/ 260)، المسند رقم: (4453 - 4650).
[8] الدولة الأموية المفترى عليها، ص200, البداية والنهاية (8/ 260).
[9] فتح الباري (2/ 164)، أباطيل يجب أن تمحى من التاريخ، ص254.
[10] البداية والنهاية (8/ 259).
اسم الکتاب : تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان - شخصيته وعصره المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست