responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
ونقلها من دار الخلافة إلى دار المِلكِ حتى تنفصل هذه القضية، وعزم الملك على النُّقلة من بغداد، فانزعج الناس لذلك، وجاء كتاب السلطان إلى شحنة - رئيس- بغداد برشقٍ يأمره بعدم المراقبة وكثرة العسف في مقابلة ردَّ أصحابنا بالحرمان، وبعزم على نقلة الخاتون إلى دار المملكة ويرسل من يحملها إلى البلدة التي هو فيها، وكلُّ ذلك غضب على الخليفة، فإنا لله وإنا إليه راجعون (1)
وفي عام 454هـ وردت الكتب الكثيرة من الملك طغرل بك يشكو قلة إنصاف الخليفة، وعدم موافاته له بما أسداه إليه من الخدم والنَّعم إلى ملوك الأطراف، وقاضي القضاة الدامغاني، فلما رأى الخليفة ذلك، وأن الملك قد أرسل إلى نوابه بالاحتياط على أملاك الخليفة - وقد انزعج لذلك - كتب إلى الملك طغرل بك يجيبه إلى ما سأل، فلما وصل إلى الملك فرح فرحًا شديداً، وأرسل نوابه أن يطلقوا أملاك الخليفة، فلما انتهت الركابية إلى بغداد، دقّت البشائر بدار الخلافة، وطيف بالركابية وبين أيديهم الدبادبُ والبوقات وفرح الناس بإجابة الخليفة إلى ذلك، واتَّفقت الكلمة، فوكل الخليفة في العقد، وكتب بذلك وَكالة، ثم وقع العقد بمدينة تبريز بحضرة الملك طُغرل بك، وعمل سِماطا عظيماً، فلمّا جيء بالوكالة قام لها الملك، وقبَّل الأرض عند رؤيتها، ثم أوجب العقد على صداق أربعمائة ألف دينار، وكثُر دعاء الناس للخليفة، وذلك في يوم الخميس الثالث عشر من شعبان من هذه السنة، ثم بعث ابنة أخيه أرسلان خاتون زوجة الخليفة في شوال بتُحَفِ عظيمة وذهب كثير، وجواهر عديدة ثمينة، وهدايا عظيمة لأمِّ العروس وأهلها كلِّهم، وقال الملك جهرة للناس: أنا عبد للخليفة ما بقيت، لا أملك شيئاً سوى ما عليَّ من الثياب [2].
أ- دخول الملك طُغرل بك على بنت الخليفة ووفاته: لما استقر الملك طغرل بك ببغداد أرسل وزيره عميد الملك إلى الخليفة يُطالبه بنقل السيدة من الدار العزيزة النبوية إلى دار المملكة، فتمنَّع الخليفة من ذلك، وقال: إنكم سألتم أن يعقد العقد فقط لحصول التشريف والتزمتم لنا بعدم المطالبة بها، فتردَّد في ذلك بين الخليفة والملك، وأرسل الملك زيادة على النقد مائة ألف دينار ومائة وخمسين ألف درهم، وتُحفاً أخَرَ، وأشياء لطيفة، فلما كان ليلة الإثنين الخامس عشر من صفر هذه السنة زُفَّت السيدة ابنة الخليفة إلى دار المملكة، فضربت لها السُّرادقات من دجلة إلى دار المملكة، وضربت الدَّبادب والبُوقات عند دخولها دار المملكة وكانت ساعة عظيمة، فأجلست على سرير مُكَلل بالذهب وعلى وجهها بُرقعٌ، ودخل الملك طُغرل بك، فوقف بين يديها، فقبَّل الأرض ولم تقم له ولم تَره، ولم يجلس حتى

(1) البداية والنهاية (15/ 871،782) ..
[2] البداية والنهاية (15/ 785) , تاريخ دولة آل سلجوق، ص 26.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست