responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 67
مات أكثر أهل مصر، وأكل بعضهم بعضاً، وظهروا على بعض الطبّاخين أنه ذبح عدة من الصَّبيان والنساء وأكل لحومهم وباعها بعد أن طبخها وأكلت الدواب بأسرها [1] -كان لهذه الشدة أثر بالغ في شغل الخلافة الفاطمية عن مواصلة إرسال الدعاة وإمدادهم بالأموال فاقتصر اهتمامها على الاحتفاظ بما تبقى لها من نفوذ في الجزيرة العربية، وتأييد دعاة الإسماعيلية في بلاد فارس واليمن [2].
5 - دخلت الدولة السلجوقية في صراع مع الروم واستطاع إبراهيم ينال أن يأسر ملكًا كبيرًا للروم، فبذل في نفسه أموالاً عظيمة فأبى عليه، فبعث نصر الدولة صاحب الجزيرة وميّافارقين يشفع في فكاكه فبعثه طغرل بك إلى نصر الدولة بلا فداء فتأثر ملك الروم، وأهدى إلى طغرل بك مائتي ألف دينار، وخمسمائة أسير، وألفاً وخمسمائة ثوب، ومائة لبنة فضة، وألف عنز أبيض، وثلاثمائة برذون شهري [3] وبعث إلى نصر الدولة تحفاً ومسكاً كثيراً [4]. وقد قام طغرل بك بإرسال رسوله ناصر بن إسماعيل العلوي إلى ملكة النصارى، فاستأذنها ناصر في الصلاة بجامع قسطنطينية جماعة يوم جمعة، فأذنت له فخطب للخليفة القائم، وكان هناك رسول خليفة مصر. بعث ملك الروم إلى طغرل بك هدايا وتحفاً، والتمس الهدنة، فأجابه، وعُمّر مسجد القسطنطينية، وأقام فيها الخطبة لطغرل بك،
وتمكن ملكه [5].
6 - خِطبة طغرل بك بابنة الخليفة وزواجه منها ووفاته: في سنة 543هـ خطب الملك طغرل بك ابنة الخليفة فانزعج الخليفة من ذلك، وقال: هذا شيء لم تَجْر العادة بمثله, ثم طلب أشياء كثيرة كهيئة المبعد له، من ذلك ما كان لزوجته التي توفيت من الإقطاعات بأرض واسط وصداق ثلاثمائة ألف دينار، وأن يقيم الملك ببغداد لا يترحَّلُ منها ولا يحيد عنها يوماً أبداً، فوقع الاتفاق على بعض ذلك، وأرسل إليها بمائة ألف دينار مع ابنة أخيه داود زوجة الخليفة أرسلان خاتون، وأشياء كثيرة من آلات الذهب والفضة والنَّشار والجواري والكُراغ، ومن الجواهر ألفين ومائتي قطعة، من ذلك سبعمائة وعشرون قطعة جوهر وزن كل واحدة ما بين الثلاثة مثاقيل إلى المثقال، وأشياء كثيرة. فتمنع الخليفة لفوات بعض الشروط، فغضب عميد الملك الكندري الوزير لمخدومه السلطان، وجرت شُرور طويلة اقتضت أن أرسل السلطان كتاباً يأمر فيه بانتزاع ابنة أخيه السيدة أرسلان خاتون،

[1] النجوم الزاهرة (5/ 15، 16).
[2] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق ص79.
[3] البرذون الشهري: بين الرَّمَكةِ والفرس العتيق.
[4] سير أعلام النبلاء (18/ 111).
[5] سير أعلام النبلاء (18/ 110).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست