responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 66
يتهددهم من وراء انتشار الدعوة الفاطمية في بلدان الخلافة العباسية، لذلك اتبعوا سياسة حكيمة بعد أن قبضوا على زمام الأمور في بغداد تتمثل في مناهضة الدعوة الفاطمية [1] ودعاتها بالحزم والشدة، فتعقبوا دعاة الإسماعيلية الذين قاموا بنشر الدعوة الفاطمية في بلاد فارس, كما قاموا بإقصاء الموظفين المتشيعين للمذهب الإسماعيلي عن دواوين الحكومة والوظائف الدينية وعينوا من أهل السنة بدلاً منهم، فقد تم عزل أبي الحسين بن المهتدي من الخطابة بجامع المنصور لأنه كان قد أقام الخطبة للخليفة المستنصر بالله الفاطمي ببغداد خلال فتنة البساسيري وعين أبا علي الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله خطيباً في مكانه سنة 451هـ ([2]
ومن العوامل التي ساعدت على ضعف شأن الدعوة الفاطمية في أواخر عهد الخليفة القائم بأمر الله إلى جانب مناهضة السلاجقة لهذه الدعوة، انصراف الخلافة الفاطمية في مصر عن مواصلة جهودها لنشر دعوتها في بلاد العراق كما كانت الحال عند قيام البساسيري بحركته، وذلك بسبب انشغالها بالقضاء على الفتن والاضطرابات الداخلية، فقد ظهر التنافس بين العناصر الأجنبية وبخاصة السودان والأتراك، كما خرج ناصر الدولة الحسين بن حمدان التغلبي قائد الأتراك على طاعة الخليفة المستنصر بالله الفاطمي وأنفذ رسالة إلى ألب أرسلان سلطان السلاجقة سنة 462هـ سأله أن يمده بالنجدات ليقيم الدعوة العباسية على أن تؤول إليه السيادة على مصر، فلما علم الخليفة الفاطمي بمراسلة ناصر الدولة، السلطان ألب أرسلان جهز جيشاً لمحاربته غير أن ناصر الدولة أوقع به الهزيمة وأقام الخطبة للخليفة القائم بأمر الله العباسي على منابر الإسكندرية ودمياط وجميع أنحاء الوجه البحري [3]، ولم يكتف ناصر الدولة بن حمدان بحذف اسم الخليفة الفاطمي من الخطبة بالوجه البحري بل أنفذ كتاباً إلى الخليفة القائم بأمر الله يلتمس منه الإمدادات والخلع حتى يظهر الدعوة العباسية بالديار المصرية, ولم ينتظر رد الخلافة العباسية بل سار إلى الفسطاط على رأس قواته واستولى عليها، وتولى الحكم فيها، وأنفذ إلى الخليفة المستنصر وأظهر ميله إلى المذهب السني, غير أن ناصر الدولة لم تستقر له الأمور بالقاهرة طويلاً، فقد ثار به الأتراك ونجحوا في القضاء عليه [4]، وكان للشدة العظمي التي تعرضت لها مصر مدة سبع سنوات ووصفها صاحب النجوم الزاهرة فقال: ..
هذا والغلاء بمصر يتزايد، حتى إنه جلا من مصر خلق كثير لما حصل بها من الغلاء الزائد عن الحد، والجوع الذي لم يعهد مثله في الدنيا، فإنّه

[1] سياسة الفاطميين الخارجية، جمال سرور، ص 208.
[2] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الأحوال السياسية والدينية، ص 78 ..
[3] تاريخ مصر، ابن ميسر، ص 19، 20.
[4] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق، ص 79.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست