responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 65
أمور الخلافة سواه، واستأذن الملك لبقية الأتراك أن يخدموا الخليفة، فرفعت الأستار من جوانب الخَرْكاه، فلما شاهد الأتراك الخليفة قبَّلوا الأرض ثم دخل بغداد يوم الإثنين لخمس بقين من ذي القعدة وكان ذلك يوماً مشهوداً، الجيش كله معه والقضاة، والأعيان بين يديه، والملك طغرل بك أخذ بلجام بغلته، حتى وصل إلى باب الحجرة، ولما وصل الخليفة إلى دار مملكته، ومقرَّ خلافته استأذنه السلطان طغرل بك في الخروج وراء البساسيريَّ، فأذن له وكان قد عزم أن يمضي معه فقال: يا أمير المؤمنين، أنا أكفيك ذلك إن شاء الله. وأطلق الملك لمهارش عشرة آلاف دينار فلم يرض [1].
د- مقتل البساسيري: شرع السلطان طغرل بك في ترتيب الجيوش للمسير وراء البساسيري، فأرسل جيشاً من ناحية الكوفة ليمنعوه من الدخول إلى الشام، وخرج هو في التاسع والعشرين من الشهر في بقية الجيش, وأما البساسيري فإنه مقيم بواسط في جمع غلاّت وتمور يُهيَّئها لقتال أهل بغداد ومن فيها من الغُزَّ، وعنده أن الملك طغرل بك ومن معه ليسوا بشيء يخاف منه، وذلك لما يُريده الله تعالى من إهلاكه على يَدى الملك طغرل بك، جزاه الله عن الإسلام خيراً [2] ولما سار السلطان نحوه وصلت إليه السَّرية الأولى فلقوه بأرض واسط، ومعه ابن مزيد، فاقتتلوا هنالك، وانهزم أصحابه، ونجا البساسيري بنفسه على فرس فتبعه بعض الغلمان، فرمى فرسه بنشابة فألقته إلى الأرض، فجاء الغلام، فضربه على وجهه، ولم يعرفه، وأسره واحد منهم يقال له كُمُشتكتين، وحزّ رأسه وحمله إلى السلطان، وأخذت الأتراك من جيش البساسيري من الأموال ما عجزوا عن حمله, ولما وصل الرأس إلى السلطان أمر أن يذهب به إلى بغداد، وأن يرفع على قناة، وأن يطاف به في المحالَّ بالدّبادب والبُوقات والنفاطون معه، وأن يخرج الناس والنساء للفرجة عليه فُفعل ذلك [3]، كان البساسيري مقدماً عند الخليفة القائم بأمر الله، لا يقطع أمراً دونه وخطب له على منابر العراق كلها، ثم طغى وبغى وتمرد وعتا وخرج على الخليفة، بل وعلى المسلمين، ودعا إلى خلافة الفاطميين، فتم له ما رامه من الأمل الفاسد واستدرج، ثم كان أخذه في هذه السنة [4]، 451هـ، وقد كان مع البساسيري خلق من أهل بغداد خرجوا معه، ظانين أنه سيعود إليها، محبة فيه، فهلكوا ونهبت أموالهم كلها، ولم ينج من أصحابه إلا القليل [5].
هـ - محاربة السلاجقة للدعوة الفاطمية العبيدية: أدرك السلاجقة الخطر الذي

[1] البداية والنهاية (15/ 771).
[2] البداية والنهاية (15/ 771).
[3] المصدر نفسه (15/ 772).
[4] المصدر نفسه (15/ 774).
[5] المصدر نفسه (15/ 772).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست