responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 64
غدها - رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول له: لا تأكل الطعام الذي يقرب إليك في غد فإنه مسموم، وقد قرب خلاصك. قال: فأصبح، وقُدَّم إليه دجاج مسموم، فامتنع من الأكل، وأطلق في عصر ذلك اليوم، ورُدَّ إلى بغداد [1].
جـ- دخول طغرل بك بغداد ولقاؤه بالخليفة القائم بأمر الله: جاءت الأخبار بأن السلطان طغرل بك قد دخل بغداد وكان يوماً مشهوداً، غير أن الجيش نهب البلد سوى دار الخلافة وصُودِر خلق كثير من التجار، وأخذت منهم أموال كثيرة، وشرعوا في عمارة دار المُلك وأرسل السلطان إلى الخليفة مراكب كثيرة من أنواع الخيول وغيرها وسُرادق عظيمة وملابس سَنيّة، وما يليق بالخليفة في السفر، أرسل ذلك مع الوزير عميد الملك الكندريَّ ولما انتهوا إليه أرسلوا بتلك الآلات قبل أن يصلوا إليه، وقال لمن حوله: اضربوا السرادِق وليلبس الخليفة ما يليق به، ثم نجىءُ نحن فنستأذن عليه فلا يأذن لنا إلا بعد ساعة طويلة فلما دخل الوزير ومن معه قبَّلوا الأرض وأخبروه سرور السلطان بما حصل من العودة إلى بغداد واشتياقه إليه جداً وأخبروا مُهارِشاً بشكر السلطان له ونيته له بما ينبغي لمثله من الإكرام، وكتب عميد الملك كتاباً إلى السلطان يعلمه بصفة ما جرى الأمرُ عليه، وأحَبَّ أن يأخذ خطَّ الخليفة في أعلى الكتاب ليكون أقر لعين السلطان فلم يكن عند الخليفة دواة وأحضر الوزير دَواته، ومعها سيف، وقال: هذه خدمة السيف والقلم، فأعجب الخليفة ذلك، وترَحَّلوا من منزلهم ذلك بعد يومين، فلما وصلوا إلى النهروان خرج السلطان طغرل بك من بغداد لتلقيه، فلما انتهى إلى السُرادق قبَّل الأرض بين يديه فأخذها الملك فقبلها، ثم جلس عليها كما أشار أمير المؤمنين، وقدم إلى الخليفة الحبل الياقوت الأحمر الذي كان لبني بُوَيه فوضعه بين يدي الخليفة، وأخرج اثنتي عشرة حبَّة من لؤلؤ كبار، وقال: أرسلان خاتون - يعنى زوجة الخليفة- تخدم وتسأل أن تُسبَّحَ بهذه السبحة وجعل يعتذر عن تأخره عن الحضرة بسبب عصيان أخيه إبراهيم: فقتلته واتَّفق موت أخي الأكبر داود فاشتغلت بترتيب أولاده من بعده، وكنت عزمت على أن أصمُدَ إلى الحديثة، لأصون المهجة الشريفة، ولكن لما بلغني، بحمد الله، أمر مولاي
أمير المؤمنين الخليفة فرحت بذلك، وأنا شاكر لمهارش بما كان منه من خدمة أمير المؤمنين، وأنا إن شاء الله تعالى أمضي وراء هذا الكلب - البساسيريَّ - وأقتنصه، وأعود إلى الشام، وأفعل بصاحب مصر ما ينبغي أن يجازى به من سوء المقابلة بما كان من فعل البساسيري هاهنا، فدعا له الخليفة وشكره على ذلك، كل ذلك يترجمه عميد الملك بين الخليفة والملك طغرل بك، وأعطى الخليفة للملك سيفاً كان معه، لم يبق معه من

[1] أخبار الدول المنقطعة (2/ 431).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست