responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
انصرف إلى صحن الدار، والحُجَّابُ والأتراك يرقصون هناك فرحاً وسُروراً ([1]
وبعث لها مع الخاتون أرسلان ابنة أخيه زوجة الخليفة عقدين فاخرين وقطعة ياقوت حمراء كبيرة هائلة، ودخل من الغد فقبَّل الأرض، وجلس على سرير مكلَل بالفضة بإزائها ساعة ثم خرج وأرسل لها جواهر نفيسة كثيرة مثمَّنة، وفَرَجية نسيج مُكللَّة باللؤلؤ، وما زال كذلك كلّ يوم يدخل ويقبَّل الأرض ويجلس على سرير بإزائها، ثم يخرج فبعث بالتحف والهدايا ولم يكن منه إليها شيء مقدار سبعة أيام، ويَمُدُّ كلَّ يوم من هذه الأيام السبعة سِماطاً عظيماً، وخلع يوم السابع على جميع الأمراء، ثم عرض له سفر واعتراه مرض، فاستأذن الخليفة بالانصراف بالسيدة معه إلى تلك البلاد مدة قريبة، ثم يعود بها، فأذن له الخليفة بعد تمنع شديد وحزن عظيم، فخرج بها معه وليس معها من دار الخلافة سوى ثلاث نسوة، برسم خدمتها، وتألمت والدتها لفقدها ألماً عظيماً جداً لا يُعَبَّرُ عنه وخرج السلطان وهو مريض مُدْنِفٌ ميئوس منه مُثْقَلٌ لا ترجى منه العافية فلما كانت ليلة الأحد الرابع والعشرين من رمضان جاء الخبر بأن الملك طغرل بك توفي في ثامن الشهر رحمه الله [2]، وكان الملك طغرل بك عاقلاً حليماً كثير الاحتمال شديد الكتمان للسَّر محافظاً على الصلوات وعلى صوم الإثنين والخميس، مواظباً على لبس البياض وكان عمره يوم مات سبعين سنة، ولم يترك ولداً وكان مدة ملكه بحضرة القائم سبع سنين وأحد عشر شهراً [3]، وكان طغرل بك كثير الصدقات حريصاً على بناء المساجد متعبداً متهجداً، ويقول: أستحي من الله أن أبني داراً ولا أبني بجنبها مسجداً [4]. وحكى عميد الملك أن طغرل بك قال له: رأيت في منامي في مبتدأ أمري بخراسان كأني رفعت إلى السماء وقيل لي: سل حاجتك تُقض، فقلت: ما شيء أحب إلى من طول العمر، فقيل: عمرك سبعون.
قال عميد الملك: وكنت سألته عن السنة التي ولد فيها، فقال: السنة التي خرج فيها الخان الفلاني بما وراء النهر، فلما توفي حسبت المدة فكانت سبعين سنة كاملة، ولما وصل خبر وفاته إلى بغداد جلس الوزير فخر الدولة ابن جهير للعزاء في صحن السلام في السادس والعشرين من شهر رمضان [5].
7 - الوزير السلجوقي الأول عميد الملك الكندري: هو الوزير الكبير، عميد الملك، أبو نصر، محمد بن منصور بن محمد الكندري، وزير السلطان طغرل بك، كان أحد رجال الدهر سؤدداً وجوداً وكتابة، تفقه وتأدب، وكان كاتباً لرئيس، ثم ارتقى وولى خوارزم، وعظم، ثم

[1] البداية والنهاية (15/ 789) ..
[2] البداية والنهاية (15/ 789).
[3] المصدر نفسه (15/ 790).
[4] تاريخ دولة آل سلجوق للأصفهاني، ص 28.
[5] تاريخ دولة آل سلجوق للأصفهاني، ص 28.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست