responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 59
إبراهيم ينال على طاعة أخيه ومسير طغرل بك في أثره لمحاربته إلى خلو بغداد من الحامية السلجوقية مما أتاح للبساسيري الفرصة للاستيلاء على حاضرة الخلافة العباسية وإقامة الخطبة فيها للفاطميين فزحف إليها على رأس أربعمائة فارس، حاملاً الرايات الفاطمية التي طرزت باسم «الإمام المستنصر بالله أبو تميم معد أمير المؤمنين» [1]، وتبعه حليفه قريش بن بدران على رأس مائتي فارس من بني عقيل، وأقيمت الخطبة للخليفة المستنصر بالله الفاطمي بجامع المنصور في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة سنة 450هـ [2] وزيد في الأذان: حي على خير العمل [3]، وانقطعت دولة بني العباس من بغداد وأخرج الخليفة وحُمل إلى الأنبار وحبس بالحديثة [4]، عند صاحبها مهارش بن مجلي العقيلي، فتولى خدمة الخليفة بنفسه وكان أحد وجوه بني عقيل، وخطب لبني عبيد - الفاطميين-، في بغداد أربعين جمعة في ولاية المستنصر [5]. وحاول البساسيري نقض الاتفاق الذي عقده مع قريش بن بدران وعزم على أخذ الخليفة العباسي وترحيله إلى مصر، إلا أن قريشاً تصدى لهذه المحاولة وعهد إلى ابن عمه الأمير محيى الدين بن مهارش العقيلي - صاحب حديثة عانة- بالتحفظ على الخليفة وتأمين حياته، بعد أن استنجد به الخليفة قائلاً: عرفت ما استقر العزم عليه من إبعادي عنك وإخراجي من يديك، وما سلمت نفسي إليك إلا لما أعطيتني الذمام الذي يلزمك الوفاء به، وقد دخلت إليك ووجب لي ذمام عليك، فالله الله في نفسي، فمتى سلمتني أهلكتني وضيعتني, وما ذلك معروف في العرب [6].
وعلى الرغم من ذلك فلم يسمح البساسيري للخليفة القائم بأمر الله بالرحيل إلى الحديثة إلا بعد أن أرغمه على كتابة اعتراف بعدم أحقية بني العباس في الخلافة الإسلامية مع وجود بني فاطمة الزهراء عليها السلام [7] , ولم يكتف البساسيري بذلك بل استولى على ثوب الخليفة وعمامته وشباكه [8]، وأنفذها إلى الخليفة المستنصر بالله الفاطمي. أما عن أقارب الخليفة، فقد أذكى البساسيري عليهم العيون وشدد في البحث عنهم، إلا أنهم صاروا يتنقلون من مسجد إلى آخر هرباً منه ثم لجأوا إلى أبي الغنائم بن المحلبان [9].
د- مقتل رئيس الرؤساء، أبي القاسم بن المسلمة والانتقام من أهالي بغداد: كان

[1] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق، ص 73.
[2] تاريخ بغداد (9/ 400،401).
[3] أخبار الدول المنقطعة للأزدي (2/ 427).
[4] البداية والنهاية (15/ 757).
[5] أخبار الدول المنقطعة للأزدي (3/ 430).
[6] المختصر في أخبار البشر (2/ 177، 178).
[7] الخطط للمقريزي (1/ 439).
[8] الشباك: هو الشرفة التي يجلس فيها الخليفة ويتوكأ بيديه على حافتها.
[9] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق، ص 75.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست