responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
نتائجها انحياز قريش بن بدران إلى جانب البساسيري وإقامة الخطبة للخليفة المستنصر بالله الفاطمي على منابر الموصل، كما انضم محمود بن الأخرم - أمير خفاجة - إلى الدعوة الفاطمية وأقام الخطبة على منابر الكوفة للخليفة الفاطمي [1]، أما أمير واسط علاء الدين أبو الغنائم بن المحلبان فقد خلع طاعة الخليفة القائم بأمر الله وخطب للمستنصر بالله الفاطمي، وأمر أن تصبغ مساجد واسط باللون الأبيض - شعار الفاطميين- [2]، وفضلاً عن ذلك ضرب النقود باسم الخليفة الفاطمي في واسط، مما ترتب عليه إصدار الخليفة القائم بأمر الله محضراً آخراً بالطعن في نسب الفاطميين سنة 448هـ [3]، محاولاً بذلك التصدي للدعوة الفاطمية.
وعلى الرغم من الانتصارات التي حققتها الدعوة الفاطمية في مدن العراق فإن جهود عميد الملك الكندري - وزير السلاجقة- في العمل على تفريق شمل أمراء العرب، أدت إلى اختلاف كلمة هؤلاء الأمراء وعدولهم عن معاونة البساسيري، بل واضطر البساسيري وأتباعه إلى العودة إلى الرحبة، ثم ما لبث أن سار نحو حلب حيث التقى بالمؤيد في بالس - على مقربة من حلب- [4]، وعهد المؤيد هبة الله الشيرازي إلى البساسيري وقريش بن بدران بمواصلة نشر النفوذ الفاطمي في بلاد العراق، فطلب إليهما العودة إلى الرحبة على أن يتجه قريش إلى الموصل لاستعادتها بعد أن علم بخروج إبراهيم ينال عنها، ثم سار إلى مصر حتى يتسنى له إرسال الإمدادات إليهما [5]، فقام البساسيري وقريش بن بدران بالمسير إلى الموصل، وتمكنا من دخولها والاستيلاء عليها سنة 450هـ [6]، ولما علم السلطان طغرل بك بانتزاع الموصل منه سار إليها بصحبة أخيه إبراهيم ينال، فلما اقتربا منها فارقها كل من البساسيري وقريش بن بدران، غير أنه سار في آثرهما فاتجه إلى نصيبين ليتتبع آثارهم ويخرجهم من البلاد التي يستولون عليها، وبينما هو في طريقه انصرف عنه أخوه ينال وسار إلى همذان بعد أن استولى على أموال أخيه فوصلها في أواخر رمضان سنة 450هـ مما اضطر طغرل بك إلى تتبع أثره للقضاء على فتنته فتم له ذلك في جمادى الآخرة من العام نفسه [7]. ومن الدروس في هذا المجال أن من يخون ثم يعفى عنه علينا أن نجرده من مصادر القوة ومراكز القيادة لإمكانية الغدر من جديد, وهذا ما فعله إبراهيم ينال حيث خرج مرّة ثانية وشغل طغرل بك واستفاد من هذا الخروج الشيعة الفاطميون العبيديون.
جـ- استيلاء البساسيري على بغداد وإقامة الخطبة فيها للفاطميين: أدى خروج

[1] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 72.
[2] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 72.
[3] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 72.
[4] الأحوال السياسية والدينية في بلاد العراق والمشرق، ص 72.
[5] سيرة المؤيد في الدين، ص 176.
[6] الكامل في التاريخ, نقلاً عن الأحوال السياسية والدينية، ص 73.
[7] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (8/ 202).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست