responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 578
جبل السماق، وعلى أن يكون أمد هذه الهدنة نهاية السنة [1].
- نقض الهدنة: لم يتقيد الصليبيون بهذه المعاهدة، فقد أغار جوسلين صاحب تل باشر في السنة نفسها 514هـ/1120م على بعض البلاد التابعة لحلب، مما اضطر أهل حلب إلى إرسال احتجاج شديد اللهجة إلى بلدوين الثاني ملك بيت المقدس يخبرونه فيه باعتداءات جوسلين على المسلمين، ولكنه رد عليهم بقوله: مالي على جوسلين يد [2]. ولم يقف الصليبيون عند هذا الحد بل أغار الصليبيون بأنطاكية على بلد شيزر, وأسروا جماعة من المسلمين وطالبوا أمير شيزر العربي أبو العساكر سلطان بن منقذ ببعض المطالب التعسفية مما اضطره إلى مصالحتهم على مال يدفعه إليهم [3]. وبالإضافة إلى ذلك فقد استغل الصليبيون فرصة خلو حلب من إيلغازي فشنوا في صفر من سنة 515هـ/1121م هجوماً على الإثارب وأغار على حلب نفسها، وفرض عليها حصاراً شديداً أدى إلى وقوع خمسين أسيراً من أهلها في يده, ونجح الحلبيون في استنقاذ إخوانهم وأجبروه على التراجع عنها إلى أنطاكية [4] , وعلى ما يبدو فإن نجم الدين إيلغازي قد اضطر إلى البقاء في ماردين بعض الوقت مما دعاه إلى مراسلة ولده سليمان بن إيلغازي النائب عنه في حلب يأمره بعقد صلح مع الصليبيين، حصل الصليبيون بموجبه على سرمين وبلدة ليلون وبعض الجهات الزراعية المحيطة بحلب، والإثارب [5].
- تمرد سليمان بن إيلغازي على أبيه: وعلى الرغم من أن الصلح الذي عقده سليمان بن إيلغازي لم يكن في صالحه فإنه لم يسع إلى علاج ما استجد بحلب من الفوضى والاضطراب، بل أعلن عصيانه على والده وأعلن استقلاله بحلب، وقد شجعت هذه الخطوة من قبل سليمان الصليبيين على مضايقة حلب والاستيلاء على بعض المواقع المحيطة بها في جمادي الآخرة من سنة 515هـ/1121م، ومطالبة صاحبها سليمان بالتنازل عن الإثارب لبلدوين الثاني ملك بيت المقدس، ولكن سكان الإثارب من المسلمين رفضوا الخضوع للصليبيين, الأمر الذي أجبر بلدوين على التراجع إلى أنطاكية ومنها إلى بيت المقدس [6].
- القضاء على التمرد: أما نجم الدين إيلغازي، فإنه ما أن سمع بعصيان ابنه بحلب

[1] المصدر نفسه، ص 156.
[2] الجهاد ضد الصليبيين، ص 156، 157.
[3] المصدر نفسه، ص 157.
[4] زبدة الحلب (2/ 199) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 157.
[5] زبدة الحلب (2/ 199 - 205) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 157.
[6] زبدة الحلب (2/ 199) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 157.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 578
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست