responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 577
المعركة إلى خيمة روجر ليسلم إليه المسلمون الغنائم التي حصلوا عليها, ولكنه رد جميع الغنائم للمقاتلين ولم يأخذ منهم إلا سلاحاً يهديه لملوك الإسلام ليبعث في نفوسهم حب الجهاد الإسلامي ضد الصليبيين [1]. واستطاع إيلغازي أن يحقق سلسلة من الانتصارات في شمال الشام هيأت للمسلمين جوًّا من الهدوء والاستقرار. فقد استطاع المسلمون أن يلحقوا بالنجدة الصليبية التي أتت بزعامة بلدوين ملك بيت المقدس لنجدة روجر صاحب أنطاكية هزيمة ساحقة ([2]
ولم يكتف نجم الدين إيلغازي بهذا بل اجتمع في أرتاح بحليفه طغتكين واتفقا على مهاجمة الإثارب وزردنا، فاستطاعا الاستيلاء عليهما من الصليبيين، ثم سار إيلغازي إلى دانيث بنفر قليل من المسلمين والتقى ببلدوين ملك بيت المقدس وروبرت صاحب زردنا, ودارت بين الطرفين معركة في جمادي الأولى من السنة 513هـ/1119م أسفرت عن انتصار نجم الدين إيلغازي وهزيمة الصليبيين الذين احتموا بحصن هاب بعد مطاردة نجم الدين لهم [3]. ثم عاد نجم الدين إيلغازي إلى حلب بينما التقى رجاله في طريق عودتهم بصاحب زردنا روبرت الأبرص وبصحبته قوة من الصليبيين فهاجمتهم قوة إيلغازي مما اضطر من سلم من الصليبيين إلى العودة إلى حصن هاب، في الوقت الذين وقع فيه الأبرص أسيراً في أيدي المسلمين فحملوه إلى إيلغازي بحلب، وأنفذه بدوره إلى طغتكين بدمشق حيث قتله صبرًا [4]، وفي أواخر جمادي الأولى سنة 513هـ/1119م غادر إيلغازي حلب إلى ماردين بسبب الضائقة المالية التي مر بها إضافة إلى أن حلب كانت من الضعف بحيث جعلته لا يستطيع البقاء فيها [5].
- حصار أنطاكية وعقد الهدنة مع ملك بيت المقدس: وبالرغم من انشغال نجم الدين إيلغازي ببعض الأمور الإدارية في ماردين، فقد جمع جيشاً من التركمان عبر بهم الفرات إلى بلاد الشام في سنة 514هـ/1120م, واجتمع بطغتكين وسارا إلى أنطاكية حيث ضربا عليها حصاراً، فلم يتمكنا منها، فدخلا إلى قنسرين، وحاصراها يوماً وليلة، ولم ينالا منها شيئاً، وعندها أشار ظهير الدين طغتكين على صاحبه برفع الحصار عنها وأن يعود كل منهما إلى بلده، فقبل نجم الدين إيلغازي مشورة صاحبه، وتفرق عساكره من التركمان, واضطر إيلغازي إلى عقد هدنة مع ملك بيت المقدس بلدوين الثاني على أن يكون للصليبيين المعرة وكفر طاب والبارة وضياع من

[1] زبدة الحلب (2/ 190) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 155.
[2] الجهاد ضد الصليبيين, ص 155 ..
[3] زبدة الحلب (2/ 190) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 156.
[4] الجهاد ضد الصليبيين، ص 156.
[5] المصدر نفسه، ص 156.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 577
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست