responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 576
وشرعوا في بناء حصن لهم هناك, ولم يدر بخلدهم أن نجم الدين إيلغازي سيباغتهم هناك لضيق الطريق، ثم لتوهمهم أن المسلمين سينالون الإثارب أو زردنا، حتى أن الغرور قد أصابهم لاعتقادهم بحصانة موقعهم، فأرسلوا إلى إيلغازي يقولون له: لا تتعب نفسك بالمسير إلينا فنحن واصلون إليك [1]. ولما طال انتظار إيلغازي لوصول حليفه، لبى رغبة الأمراء الذين كانوا معه في التعجيل بمباغتة الصليبيين، فما شعر الصليبيون إلا ورايات المسلمين قد أقبلوا وأحاطوا بهم من كل جانب. وذلك يوم الجمعة السادس عشر من ربيع الأول من السنة 513هـ/1119م. وخرج قاضي حلب أبو الفضل بن الخشاب وخطب في المسلمين خطبة بليغة استنهض فيها عزائم المسلمين على الجهاد، فحمل المسلمون على الصليبيين حملة واحدة من جميع الجهات, فكانت السهام على الصليبيين كالجراد في الوقت الذي أخذتهم السيوف من سائر نواحيهم، فلم يفلت منهم غير يسير, بينما كان الباقون بين قتيل وجريح, وكان ضمن القتلى روجر صاحب أنطاكية الذي كان قد تعجل لقاء المسلمين قبل وصول قوات بيت المقدس وطرابلس وغيرها, ووقع في الأسر نيف وسبعون من فرسان الصليبيين ومقدميهم، وحاولوا أن يفتدوا نفوسهم بمبلغ ثلاثمائة ألف دينار فلم يقبل منهم نجم الدين إيلغازي بل أمر بقتلهم جميعاً ([2]
وقد عرفت هذه الوقعة عند المؤرخين اللاتينيين، ومن نقل عنهم من المؤرخين المحدثين باسم ساحة الدم لكثرة ما قتل فيها من الصليبيين والتي لم يقتل فيها من المسلمين سوى
العدد القليل [3].
- الابعاد التي حققها الانتصار على الصليبيين في معركة ساحة الدم: إن أهمية ما حل بالصليبيين لم يقف عند حد النصر العسكري الذي حققه نجم الدين إيلغازي عليهم، بل تعداه إلى أنه قد صاحب هذا النصر قيام جبهة إسلامية متحدة من الأمراء المسلمين في الشام والجزيرة إضافة إلى أنها جعلت حلب بمنأى عن أخطار الصليبيين خصوصاً بعد استيلاء نجم الدين إيلغازي على حصن قريب من الإثارب في السنة نفسها, فضلا عن أنها كانت كارثة فادحة حرمت أنطاكية من زعيمها روجر مما جعل السريان والأرمن بأنطاكية يتشككون في موقعهم إلى جانب الصليبيين, وهذا على ما يبدو ما دفعهم إلى التآمر للخلاص من الصليبيين الغربيين فيما بعد [4]، وذكر ابن العديم أن نجم الدين إيلغازي نزل بعد انتهاء

[1] زبدة الحلب (2/ 190) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 154.
[2] الجهاد ضد الصليبيين، نقلاً عن الكامل في التاريخ, ص 154.
[3] الشرق الأوسط والحروب الصليبية (1/ 473) , الإمارات الأرتقية، ص 242.
[4] الاعتبار، ص 40، 41، الحركة الصليبية (1/ 492).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 576
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست