responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 575
الأمر الذي دفع الصليبيين إلى إحكام السيطرة على مداخل حلب بعد أن استولوا على بزاغة, فتردت الأحوال بحلب حتى بلغت حد التلف على حد قول ابن العديم [1]، ولم يجد أهل حلب بدًا من الاستعانة بالخلافة العباسية والدولة السلجوقية في بغداد، إلا أنهم لم يغاثوا نظراً لانشغال السلاجقة بالمنازعات الأسرية فيما بينهم من جهة وضعف الخلافة العباسية من جهة أخرى.
- إعلان النفير ضد الصليبيين: لم يتيسر لنجم الدين إيلغازي لقاء الصليبيين, فقد فارق طغتكين وعاد إلى ماردين لجمع العساكر تمهيداً للعودة للجهاد والالتقاء مع الصليبيين في معركة حاسمة [2]. وفي ماردين حشد نجم الدين إيلغازي ما يزيد على عشرين ألفاً من التركمان [3] , بقصد قتال الصليبيين الذين ضيقوا على حلب حتى كادت أن تعدم القوت. وأرسل إيلغازي رسله إلى بغداد لإعلان النفير ضد الصليبيين وإعلام الخليفة العباسي المسترشد بالله والسلطان السلجوقي محمود بن محمد بن ملكشاه بما فعله الصليبيون بالديار الجزرية وأنهم ملكوا قلعة عند الرها وقتلوا صاحبها بن عطير [4]. وكان نجم الدين إيلغازي قد تواعد مع ظهير الدين طغتكين في سنة 512هـ/1118م على ملاقاة الصليبيين في شهر صفر من السنة التالية 513هـ/1119م بالشام. وتوجه إيلغازي قبل الموعد المحدد إلى الرها وشدد عليها الحصار، مما اضطر من بها من الصليبيين إلى مصالحته، لقاء تنازلهم عن الأسرى المسلمين الموجودين بها, فأجابهم إيلغازي وشرط عليهم عدم التوجه لمساعدة أمير أنطاكية في حالة حدوث قتال معه فأجابوه. وقد كانت هذه خطوة صائبة من إيلغازي تمكن بموجبها من عزل إحدى قوى الصليبيين عن مد العون للقوى الأخرى. وهذا دليل واضح على خضوع الصليبيين في منطقة الجزيرة إلى مطالب الأمراء المسلمين [5].
- معركة ساحة الدم: وبعد أن أطمأن إيلغازي إلى أنه لن يتعرض إلى طعنة الصليبيين من الخلف, توجه إلى بلاد الشام وقد انضم إليه أسامة بن المبارك بن شبل الكلابي, والأمير طغان أرسلان صاحب بدليس وارزن، وواصل سيره حتى بلغ قريباً من الإثارب بأرض سرمدا في ربيع الأول سنة 513هـ/1119م وهناك انتظر وصول ظهير الدين طغتكين. وكان الصليبيون بقيادة روجر صاحب أنطاكية قد نزلوا بتل عقرين

[1] زبدة الحلب (2/ 185 - 186).
[2] المصدر نفسه (2/ 186).
[3] المصدر نفسه (2/ 186).
[4] الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي، ص 153.
[5] الإمارات الأرتقية في بلاد الشام والجزيرة، عماد الدين خليل، ص 241.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 575
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست