responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 574
عسكرية وسياسية تسعى لمجابهة الصليبيين, وذلك لما كانت تتمتع به من مركز استراتيجي حيوي من النواحي البشرية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، وكانت حلب تقع بين إمارتين صليبيتين هما الرها وأنطاكية، وفي نفس الوقت يمكنها الاتصال بالقوى الإسلامية التركمانية المنتشرة في منطقة الجزيرة. لذا كان الاستيلاء عليها بمثابة فتح الطريق لقيادة حركة الجهاد، وذلك ما حدث فعلاً بالنسبة لنجم الدين إيلغازي وابن أخيه بلك بن بهرام ومن بعدهما آق سنقر البرسقي وعماد الدين زنكي ونور الدين محمود فيما بعد [1].
وأما عن تفاصيل استيلاء نجم الدين إيلغازي على حلب سنة 511هـ/1117م فقد تجدد بها من الحوادث ما أطمع الصليبيين في الاستيلاء عليها حيث بلغت حداً من الضعف والضائقة الاقتصادية مما أعجز أهلها عن تقديم القوت لدوابهم, ولكن خوف أهلها من أن تسقط بيد الصليبيين قد أخبرهم على استدعاء نجم الدين إيلغازي وتسليمه حلب في السنة المذكورة، واستهل إيلغازي أعماله بحلب بفرض سيطرته على بعض المواقع التابعة لها كبالس، ومصادرة بعض رجال حلب للحصول منهم على مال يهادن به الصليبيين، فاستوحش منه أهل حلب وجندها - على حد قول ابن العديم - مما اضطره إلى مغادرتها إلى ماردين بعد أن استخلف في بالس موجة الغلاء التي مروا بها في نفس السنة 511هـ/1117م، فأرسلوا إلى الصليبيين ليسلموها إليهم فاضطر إيلغازي إلى العودة على رأس قوة من التركمان إلى حلب، فلما شعر الصليبيون بالخطر، انسحبوا عنها فتسلمها ايلغازي للمرة الثانية، وعاد إلى ماردين بعد أن عقد معهم هدنة بعدم اعتداء أي منهما على ممتلكات الطرف الآخر [2].
- نقض الصليبيين للهدنة: ولكن الصليبيين وجدوا الفرصة سانحة بعد خروج إيلغازي وأغاروا على عزاز وشددوا الحصار عليها حتى اضطر من بها من المسلمين إلى التسليم، واضطر أهل حلب إلى مراسلة الصليبيين وطلبوا منهم التمسك بالهدنة التي كان قد عقدها معهم إيلغازي, وأن يسلموهم -أي أهل حلب- تل هراق ويؤدون لهم القطيعة المقررة على حلب عن أربعة أشهر, ومقدارها ألف دينار, ويكون لهم من حلب شمالاً وغرباً [3]. وغضب نجم الدين إيلغازي لما وصلت إليه أخبار حلب، ولكنه لم يستطع العودة إليها وإنقاذها مما هي فيه لقلة عساكرها, فاتجه إلى شرق منطقة الجزيرة بقصد جمع العساكر في الوقت الذي أبلغ فيه ظهير الدين طغتكين عن رغبته في الاجتماع به سنة 512هـ/1118م, واجتمعا على قلعة دوسر بهدف القيام بدفع الصليبيين عن حلب ولكن ذلك لم يتيسر لهما،

[1] الإمارات الأرتقية في بلاد الشام والجزيرة، ص 234،235.
[2] زبدة الحلب (2/ 180) , الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي، ص 152.
[3] زبدة الحلب (2/ 185 - 186).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 574
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست