responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 579
حتى قدم إليها على وجه السرعة، فعاقب من كان وراء عصيان ابنه، فلما رأى سليمان ما حل بأعوانه، من عقاب شديد خاف على نفسه وهرب إلى دمشق, وطلب من صاحبها طغتكين حق اللجوء، ولما تم لإيلغازي القضاء على الفتنة بحلب استناب بها ابن أخيه بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، وعقد هدنة جديدة مع الصليبيين لمدة سنة كاملة، وكان هدف إيلغازي من عقد تلك الهدنة مع الصليبيين هو كسب الوقت حتى يتمكن من العودة إلى ديار بكر, وحشد ما يمكن حشده من قوات ليعيد الكرة على الصليبين، إضافة إلى خوفه من قيام الصليبيين بغارة على حلب فلا يستطيع ابن أخيه صدهم [1]. وفي ماردين استطاع نجم الدين إيلغازي أن يحشد أكبر عدد من التركمان ثم سار بهم إلى بلاد الشام في شهر ربيع الآخر سنة 516هـ/1122م، مستغلاً في ذلك الشقاق الذي حصل بين بلدوين ملك بيت المقدس ويونز صاحب طرابلس، ولكن نجم الدين إيلغازي لم يستطع أن يحقق نصراً حاسماً على الصليبيين، وبالرغم من انضمام بلك بن بهرام بن أرتق وظهير الدين طغتكين إلى جانبه غير أنه لم يمكن الصليبيين بأن يمدوا نفوذهم وسيطرتهم على حلب [2].
- وفاة إيلغازي وأثر ذلك على المسلمين: في شهر رمضان من سنة 516هـ/1122م أحس إيلغازي بتدهور صحته, فعاد إلى ميافارقين حيث وافته منيته هناك، وبقدر ما كانت وفاة نجم الدين إيلغازي خسارة فادحة للمسلمين في بلاد الشام والجزيرة عامة فإن المصيبة كانت أعظم على أهل حلب الذين عظمت عليهم وفاته، لأن نجم الدين إيلغازي كان قد قطع أمل زعماء الصليبيين في الاستيلاء عليها، ولم تصنف أهمية وفاة نجم الدين إيلغازي إلى هذا الحد، بل أدت إلى أن إمارته قد تفككت وقسمت بين أولاده حسام الدين تمرتاش الذي حصل على ماردين، وابنه سليمان الذي حصل على ميافارقين، بينما بقيت حلب من نصيب ابن أخيه سليمان بن عبد الجبار بن أرتق، واحتفظ بلك بن بهرام بن أرتق بقلعة خرتبرت وضم إليها حران فيما بعد [3]، ويضاف إلى ذلك أن حلب التي كانت تعتمد على عساكر التركمان الذين كان يحشدهم إيلغازي من شمال الجزيرة قد افتقرت هذا العنصر البشري الذي رجح كفة المسلمين على الصليبيين في عهد إيلغازي مما جعلها عرضة لغارات الصليبيين، وضعف مركز صاحبها سليمان بن عبد الجبار بن أرتق عن دفع الصليبيين الذين استغلوا وفاة نجم الدين وأغاروا بقيادة بلدوين الثاني ملك بيت المقدس على بزاعة وبالس على نهر الفرات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد, بل استطاع الملك

[1] الإمارات الأرتقية، ص 260.
[2] زبدة الحلب (2/ 205) , الجهاد ضد الصليبيين، ص 158.
[3] الشرق الأوسط والحروب الصليبية (1/ 480 - 481).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 579
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست