responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 526
لاحقاً بما يلحق بها ضرراً يؤدي إلى زوالها.
- عملت القوى الصليبية على إيجاد تحالفات مع قوى يمكن أن تمدها بالمساعدة في مراحل مختلفة، إما لعداء هذه القوى للمحيط الإسلامي، رغبة في تحقيق امتيازات اقتصادية، وفي هذا الصدد يمكن ملاحظة تحالفها بدءاً مع بيزنطة ثم مع المدن الإيطالية أو بعضها، وأخيراً إمكانية التحالف مع القوى المغولية [1] التي كانت فيما بعد أخطر قوة تهدد كيانات المنطقة الإسلامية.
- حرصت القوى الصليبية منذ بداية تأسيس كياناتها في الشرق الإسلامي على معالجة المشكلة السكانية التي عانت منها نقصاً مقابل الكثافة الإسلامية، وقد تعاملت القوى الصليبية مع هذه المشكلة على صُعد مختلفة وبوسائل متعددة كانت قابلة للتطوير بحسب مقتضيات الأحوال وتطوراتها، ومن ذلك أنها اتبعت سياسة التقتيل والتهجير للمسلمين من مناطق احتلالها، ثم عدلت ذلك في فترات لاحقة ضمن إطار إبقاء العناصر السكانية إذا كان ذلك يخدم مصالحها، كما عملت في نفس السياق على استقطاب مهاجرين إلى مناطق السيطرة الصليبية سواء أكان ذلك من الغرب الأوربي أو من مناطق أرمينيا أو من نصارى المنطقة الإسلامية، كما أنها لجأت إلى عسكرة المجتمع الصليبي ليكون المجتمع بكل فئاته وطبقاته قادراً على أداء الخدمة العسكرية لعلاج مشكلة النقص السكاني، ولا أدل على ذلك من أن الجماعات الدينية في المجتمع الصليبي كانت في مراحل من التواجد الصليبي أكثر الفئات تطرفاً في المجال العسكري مثل جماعات الداوية، والاسبتارية [2].
- ركزت القوى الصليبية على بناء تحصينات عسكرية بخبراتها الذاتية أو تقليداً للخبرات التي وجدتها في المنطقة الإسلامية، وروعي في هذه التحصينات أن تكون أشبه بمحطات إنذار مبكر تكون قادرة على رصد التحركات الإسلامية، ولذا روعي في اختيار مواقعها أن تكون في مقابلة التجمعات الإسلامية المهمة أو على مناطق تهدد مصالح إسلامية كتلك التي أقيمت على مقربة من الطرق التجارية.
- اعتمدت القوى الصليبية وبناء على تجارب حروبها مع الطرف الإسلامي أسلوب الحرب السريعة الخاطفة، هذه الحرب التي لا تحتاج إلى قوات كبيرة, وبنفس القدر يُخطط لها أن تختار أهدافاً منتقاة ضمن معايير زمنية نضج المحاصيل مما لا يكلفها قوة عسكرية كبيرة ولكنها بنفس الوقت تكون قادرة وفق هذا الأسلوب على إلحاق أذى كبير بالطرف الإسلامي.

[1] دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك، ص 27.
[2] دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك، ص 28.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 526
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست