responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 521
أن اقتحم الصليبيون والتتار حدود الأمَّة المختلفة وفعلوا بها الأفاعيل [1]، ما أشبه الليلة بالبارحة لأني [2] أرى العلل القديمة تتجمع، ونذر العاصفة المدمرة تبدو في الأفق البعيد، بل إنَّ الأعداء شرعوا في الهجوم، والأرض الإسلامية تُنتقص من أطرافها، والخطط توضع لضرب القلب بعد قص الأجنحة!! نجح الصليبيون في تنصير أربعة أخماس الفلبين ثم اتجهوا إلى جزر أندونيسيا يحملون الخطة ذاتها، وقد محوا المعالم الإسلامية من «سنغافورة» , وهم الآن يبعثرون طلائعهم في شرق وجنوب آسيا، والكاثوليكية تسعي وترى ضرورة إزالة الإسلام من إفريقية, وبابا الفاتيكان يتنقل بين أقطار شتى ليطمئن إلى نجاح الخطَّة المرسومة ويزيدها ضراوة!! كيف لا يقشعر جلد المؤمن وهو يطالع هذه الأنباء؟ كيف يطيب له منام أو طعام؟ [3] وموازيًّا للغزو الصليبي التنصيري الجديد، التغلغل الباطني في إفريقيا وآسيا والجاليات المسلمة في أوربا وكندا وأمريكا وتواصلهم مع الأقليات في البلدان الإسلامية، فالمشاريع الغربية الصليبية والباطنية المفسدة تنخر في هذه الأمة العظيمة، والمسلمون في العالم أجمع ينتظرون من علمائهم ومفكريهم بلورة مشروع إسلامي عقائدي سياسي على أصول الإسلام الصحيح للوقوف أمام هذين الخطرين العظيمين.
وها هي الأمَّة الإسلامية أحسَّت الخطر المحدق وهبّت لتحيا، وعلائم الصحو تنتشر بسرعة مع اقتراب الفزع واكفهرار الجو, وإني لمؤمِّل الخير من وراء هذا الصحو الشامل، بيد أني أحذر من الأمراض القديمة، من فساد السياسة بالفرقة، وفساد الثقافة بالجهل والهوى, ومن الناحية العلمية يجب أن نتعاون في المتفق عليه، ونتسامح في المختلف فيه، ونتساند صفاً واحداً في مواجهة الهجمة الجديدة على ديننا وأرضنا حتى نردها على أعقابها. وعلى أهل المسئولية الإسراع في جمع القوى، وسد الثغرات وحشد كل شيء لاستنقاذ وجودنا المهدد، إنّ أي امرئ يشغل المسلمين بغير ذلك إمَّا منافق يمالئ العدو ويعينه على هزيمتنا، وإمَّا أحمق يمثل دور الصديق الجاهل، ويخذل أمته من حيث لا يدري, وكلا الشخصين ينبغي الحذر منه وتنبيه الأمَّة إلى شره [4].
ولا بد من الالتزام بعوامل النهوض والأخذ بأسباب النصر والتي منها، صفاء العقيدة، ووضوح المنهج، وتحكيم شرع الله في الدولة, ووجود القيادة الربانية التي تنظر بنور الله، وقدرتها في التعامل مع سنن الله في تربية الأمم، وبناء الدول وسقوطها، ومعرفة علل المجتمعات، وأطوار الأمم، وأسرار التاريخ، ومخططات الأعداء من الصليبيين والملاحدة

[1] هموم داعية، ص 46.
[2] المصدر نفسه، ص 46.
[3] المصدر نفسه، ص 47.
[4] المصدر نفسه، ص 47.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 521
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست