responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 522
والفرق الباطنية، والمبتدعة, وإعطاء كل عامل حقه الطبيعي في التعامل معه، فقضايا فقه النهوض والمشاريع النهضوية البعيدة المدى متداخلة متشابكة لا يستطيع استيعابها إلا من فهم كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وارتبط بالفقه الراشدي المحفوظ عن سلفنا العظيم, فعلم معالمه وخصائصه وأسباب وجوده وعوامل زواله، واستفاد من التاريخ الإسلامي وتجارب النهوض، فأيقن بأن هذه الأمة ما فقدت الصدارة قط وهي وفية لربها ونبيها - صلى الله عليه وسلم - , وعلم بأن الهزائم العسكرية عرض يزول، أما الهزائم الثقافية فجرح مميت والثقافة الصحيحة تبني الإنسان المسلم، والأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم، والدولة المسلمة، على قواعدها المتينة من كتاب الله وسنة رسوله، وهدى الخلفاء الراشدين ومن سار على نهجهم، وعبقرية البناء الحضاري الصحيح هي التي أبقت صرح الإسلام إلى يومنا هذا بعد توفيق الله وحفظه.
دروس بالغة وعبر مفيدة: لماذا الحديث عن مآسينا في التاريخ وعن هذه الذكريات الفظيعة الآن؟ لأنّ التاريخ يعيد نفسه، والهجوم على الأرض الإسلامية يتجدَّد في هذا العصر، فالمطلوب منّا طال الزمان أو قصر أن نرتد عن ديننا وأن نتنازل عن بلادنا, وأحوال المسلمين صورة قريبة الملامح من صورتهم قبل الهجوم الصليبي الأوّل، والفجوات الواقعة بين شتَّى الحكومات هي هي، وكذلك البعد عن تعاليم الدين، واتخاذ القرآن مهجوراً ونسيان محمد وسيرته وسنته. والسؤال الذي يبحث عن إجابة: ماذا كان موقف الفقهاء من الحكام الذين جلبوا هذه الهزائم وأحلُّوا قومهم دار البوار؟ لا أعنى محاكمة ناس ماتوا، وانتقلوا إلى دار أخرى يلقون فيها جزاءهم، إنما أعني: كيف بلي المسلمون بأولئك الرؤساء؟ كيف وصلوا إلى مناصبهم؟ هل ناقش الفقهاء الطرق التي وصلوا بها إلى الحكم؟ هل كانت هناك أجهزة تشير عليهم وتضبط أعمالهم؟ وإذا فقدت الدولة هذه الأجهزة فهل اقترح وجودها وضمن بقاؤها؟ هناك حكام ارتدوا بتعاونهم مع الصليبيين، فهل أعلن ارتدادهم؟ وكيف تمر خيانة عظمى بهذه السهولة؟ وهناك حكَّام أضعفوا الجبهة الداخلية بمظالمهم ومآثمهم, فكيف تركوا يمهدون لسقوط البلاد بين أيدي أعدائها؟ إن المسلمين الذين جاء في وصفهم أنهم جسد واحد، صعقهم شلل رهيب، فكان كل عضو يقطع ويمزق وبقية الجسد لا يدري أو لا يحس، كيف حدث هذا؟ ومن المسئول؟ ترى ماذا يشغل فقهاءنا ومفكرينا إذا كانت حياة الدين كله في مهب العواصف؟ ما هي القضايا الأهم التي تشد انتباههم ويبدؤون فيها ويعيدون؟ وإذا كان المسلمون حملة دعوة عالميَّة، فهل درسوا العالم حولهم وعرفوا ما يسوده من ملل ونحل؟ وهل عرفوا العدو والصَّديق؟ وإذا قيل لهم في كتابهم عن المتربصين بهم: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217].
فهل فتحوا

اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 522
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست