responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
الباطنية خارجة عن فرق الأهواء وداخلة في فرق الكفر الصريح، لأنها لم تتمسك بشيء من أحكام الإسلام في أصوله ولا في فروعه وأن دعاتهم خالفوا المسلمين في التوحيد والنبوات وفي تأويل الآثار والآيات وأنهم كانوا دعاة المجوس بالتمويه إلى دين الثنوية ... وبعد أن يستعرض عقائدهم يقول: واختلف أصحابنا في حكمهم. فمنهم من قال: هم مجوس، وأجاز أخذ الجزية منهم وحرم ذبائحهم ونكاحهم, ومنهم من قال: حكمهم حكم المرتدين إن تابوا وإلا قتلوا, وهذا هو الصحيح عندنا. ثم ساق البغدادي بعد ذلك فتوى الإمام مالك في الباطني، والزنديق وأنه قال عنهما: إن جاءا تائبين ابتداء قبلنا التوبة منهما وإن أظهرا التوبة بعد العثور عليهما لم تقبل التوبة منهما وإن هذا هو الأحوط فيهم [1].
* وتحدث ابن حزم عن دار الإسلام ودار الحرب واعتبر أن الأراضي التي حكمها بعض الفرق الباطنية تعتبر دار كفر وذلك لصريح كفرهم كالقرامطة مثلاً وهم من فرق الإسماعيلية [2].
وأما ديار العبيديين لظهور الإسلام فيها فإنها وإن حكمها العبيديون تعتبر دار إسلام وإن كان حكامها في حقيقة أمرهم كفاراً, يقول ابن حزم عن ذلك: إن من سكن في طاعة أهل الكفر من الغالية كالعبيديين ومن جرى مجراهم لا يعتبر كافراً لأن أرض مصر والقيروان وغيرهما الإسلام فيها هو الظاهر وولاؤهم على كل ذلك لا يجاهرون بالبراءة من الإسلام بل إلى الإسلام ينتمون وإن كانوا في حقيقة أمرهم كفاراً، وأما من سكن في أرض القرامطة مختاراً، فكافر بلا شك لأنهم معلنون بالكفر وترك الإسلام [3]. فابن حزم يجزم بكفر القرامطة والعبيديين وهما من الإسماعيلية حيث الأولى فرقة من فرقهم وأما العبيديون فإنهم أئمة الإسماعيلية في فترة الظهور وعددهم اثنا عشر حاكماً [4].
ويصف الشاطبي الباطنية، بأنهم ثنوية دهرية إباحية ينكرون النبوة والشرائع وأمور المعاد، بل إنهم ينكرون الربوبية [5] , وأما ابن تيمية - رحمه الله- فقال لما سئل عنهم: إن جمهور المصنفين من المتقدمين والمتأخرين ذكروا بطلان نسبهم حتى صنف العلماء في كشف أسرارهم وهتك أستارهم ومن ذلك القاضي أبو بكر الباقلاني ألف كتابه المشهور في كشف أسرارهم وهتك أستارهم وذكر أنهم من ذرية المجوس وذكر من مذاهبهم ما بين فيه أن مذاهبهم شر من مذاهب اليهود والنصارى، بل ومن مذاهب الغالية الذين يدعون ألوهية

[1] أصول الدين للبغدادي، ص 329 - 331.
[2] أصول الإسماعيلية, د. سليمان السّلومي (2/ 66).
[3] المحلى لابن حزم (13/ 139).
[4] أصول الإسماعيلية (2/ 66).
[5] الاعتصام للشاطبي (1/ 253).
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست