responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 502
قدراً كبيراً من الاحترام للخليفة، ولكنهم أبقوه رمزاً دينياً بدون قوة وصلاحيات، وعندما اجتاح الصليبيون بلاد الشام عام 492هـ/1099م كانت الخلافة العباسية عاجزة تماماً عن القيام بأي رد فعل سوى توجيه الرسل إلى سلاطين السلاجقة لمعالجة الأمر [1].

ثانياً: الصراع على السلطنة في داخل البيت السلجوقي:
خلف السلطان ألب أرسلان السلجوقي عند وفاته سنة 465هـ/1072م دولة متحدة الأركان قوية الجانب يحكمها ولداه السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان الأكبر في المشرق والعراق, وتاج الدولة تتش بن ألب أرسلان الأصغر في بلاد الشام كتابع لأخيه الأكبر. واستمر هذا الاستقرار زمن السلطان ملكشاه (465هـ - 485هـ/1072 - 1092م) لاتباعه سياسة والده ووزيره نظام الملك الذي توفي سنة (485هـ/1092م) ثم تبعه ملكشاه ووزيره في السنة المذكورة مما أدى إلى خلق فراغ سياسي في صفوف العالم الإسلامي عامة والسلاجقة خاصة, وكانت سبباً حقيقياً في تفكيك وحدة السلاجقة الذين أصبحوا ثلاث قوى تتصارع فيما بينها، قوة السلاجقة بزعامة قلج أرسلان الأول في آسيا الصغرى، وقوة سلاجقة الشام بزعامة تاج الدولة تتش، وقوة سلاجقة فارس والعراق بزعامة السلطان بركياروق بن ملكشاه ومن ينازعه من إخوته ([2]
وقد تحدثت بنوع من التفصيل عما جرى من الحوادث بين السلاجقة عامة بعد وفاة السلطان ملكشاه، علماً بأن النزاعات والحروب لم تقتصر على سلاطين وأمراء السلاجقة بل اشترك فيها أمراء بني مزيد في العراق والخليفة العباسي المسترشد (512 - 529هـ) , وقد أدى هذا الصراع إلى استنزاف إمكانيات دولة السلاجقة وانشغال سلاطينها وولاتها عن الخطر الفرنجي الداهم إلا من بعض الجهود الثانوية التي تم توجيهها لمقاومة الفرنجة تحت ضغط الرأي العام الإسلامي الذي أخذ يتبلور على أيدي بعض رجال الدين من العلماء والقضاة الذين كان لهم الفضل الأكبر بعد الله في يقظة الأمة وإعادتها إلى جادة الصواب، وإثارة الهمم لمقاومة العدوان الفرنجي، وبعد أن تطور الرأي العام في المشرق الإسلامي خاصة في بغداد إلى غضب وانتفاضة شعبية اضطر السلطان محمد لتوجيه والي الموصل الأمير مودود بن التونتكين لجهاد الفرنجة, ومن بعده قام بعض ولاة الموصل والجزيرة بجهود طيبة للحد من توسع الفرنجة في بلاد الشام والجزيرة، لكنها كانت جهوداً فردية غير منتظمة ولم تلق من سلاطين السلاجقة الاهتمام والدعم المطلوبين، الأمر الذي مكن الفرنجة من الاستيلاء على أغلب بلاد الشام بالإضافة لمنطقة

[1] دور نور الدين محمود في نهضة الأمة، ص 27.
[2] الجهاد ضد الصليبيين في الشرق الإسلامي، ص 35.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 502
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست