responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 501
السامانية التي تأسست عام 204هـ/819م في بلاد ما وراء النهر, ثم امتد نفوذها لتشمل جميع البلاد التي كانت تتبع الدولة الصفارية، وكان نفوذ الخلافة العباسية يتحول من سلطة سياسية إدارية روحية إلى سلطة روحية فقط، ولم يبق للخليفة سوى ذكر اسمه في خطب الجمعة متبوعاً باسم السلطان الغالب على البلاد، ويعود السبب الرئيسي في ضعف الخلافة العباسية وتلاشي سلطتها (1)
إلى أسباب كثيرة ليس هنا مجال بحثها، وقد تمكن الأتراك في عهد المعتصم (218 - 227هـ) وكانت لهم حظوة في عهده وقربهم وأسند لهم المناصب العليا في مركز الدولة والولايات, واعتمد عليهم في حراسة قصره، حتى تطاولوا على الناس وكثرت شكاوي الناس من ظلمهم في بغداد، فبنى لهم المعتصم مدينة سامراء وجعلها عاصمة لهم ومن حوله حاشيته من الأتراك، فزاد نفوذهم وصاروا وحدهم المتسلطين على أمور الخلافة والدولة حتى صاروا هم الذين ينتخبون الخليفة الذي يريدون, ويعزلون من لا يوافق رغباتهم وأهواءهم. وفي عام 334هـ/945م استولى البويهيون الشيعة على العراق وأضافوه إلى دولتهم التي تأسست قبل ذلك في فارس وصاروا هم المتسلطين على شئون الخلافة وتعسفوا في معاملة الخليفة حتى إنهم عذبوا بعض الخلفاء وسجنوا بعضهم وقتلوا البعض الآخر، وكان بإمكانهم إنهاء الخلافة العباسية والدعوة للخلافة الفاطمية في العراق وباقي المشرق الإسلامي، خاصة بعد استيلاء الفاطميين على مصر، لكنهم لم يفعلوا ذلك، ليس حفاظاً على الخلافة العباسية، بل حفاظاً على سلطانهم ودولتهم من أن تزول لصالح الفاطميين، الذين تمكنوا من بسط سيطرتهم على بلاد الشام وشبه جزيرة العرب، وأخذوا يبثون دعاتهم في العراق لإنهاء الخلافة العباسية وضم باقي المشرق الإسلامي لدولتهم.
وفي عام 447هـ/1055م استغل أحد دعاتهم ضعف سلطة البويهيين وأثار فتنة في بغداد تمكن خلالها مع مؤيديه من إلقاء القبض على الخليفة وحبسه، فاستنجد الخليفة بالسلطان طغرل بك سلطان السلاجقة الذين كانوا قد أسسوا دولتهم عام 427هـ/1037م في بعض مناطق خراسان، ثم توسعوا جنوبا وغرباً في أراضي الدولة البويهية التي كانت قد ضعفت, كما تقدم وسارع سلطان السلاجقة إلى استغلال الفرصة فتوجه إلى العراق وقضى على الفتنة، وعلى الدولة البويهية وأعاد للخليفة اعتباره، ولكن البساسيري الذي تأثر بدعوة الفاطميين استولى على بغداد بعد أن غادرها طغرل بك 450هـ/1058م وأقام الدعوة فيها للخليفة الفاطمي المستنصر بالله، إلا أن طغرل بك عاد إلى بغداد من جديد وقضى على داعية الفاطميين, واستقرت الأوضاع في العراق لصالح دولة السلاجقة السنيين، الذين أظهروا

(1) دور نور الدين محمود في نهضة الأمة، ص 25 ..
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 501
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست