responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 491
رابعاً: سقوط المدن الساحلية لبلاد الشام:
1 - سقوط طرابلس: ففي عام 492هـ/1099م عندما اقتربت جحافل العدو الصليبي من أسوار طرابلس أسرع حاكمها فخر الملك بن عمار إلى مهادنتهم بتقديم الأموال والهدايا وبعض الجياد لهم، لإحساسه بعدم استعداده لمواجهتهم بعد حتى لا يعرض نفسه والمسلمين وإمارته للإبادة على أيديهم. ونحن لا نستبعد أن الدافع وراء انتهاج القاضي فخر الملك بن عمار وغيره من حكام المدن الإسلامية لسياسة المهادنة مع الصليبيين في ذلك الوقت، هو تمزق شمل المسلمين وعدم وجود قوة إسلامية كبرى تستطيع الوقوف في وجه هذا الخطر الصليبي، خاصة بعد أن انكشف أمر الاتفاق الذي تم بين الفاطميين والصليبيين, وما ترتب عليه من هزيمة السلاجقة في أنطاكية, وهو أن يقف الفرنج عند أنطاكية ويستولى الفاطميون على بيت المقدس ويساعدوا الصليبيين ضد السلاجقة. على أية حالة لم تفلح سياسة المهادنة التي اتبعها ابن عمار مع الفرنجة إذ قام ريموند الضجلي بالهجوم على طرابلس وفرض عليها حصاراً شديداً سنة 495هـ/1101م حيث كان يطمع في تأسيس إمارة مستقلة بها أسوة برفاقه من القادة الصليبيين في كل من الرها وأنطاكية وبيت المقدس.
ولما شعر فخر الملك بحرج موقفه اضطر إلى طلب النجدة من حمص ودمشق غير أنه لم يظفر بطائل وانهزم أمام الصليبيين، فاضطر القاضي ابن عمار إلى مهادنة الصليبيين مرة أخرى على مال وخيل فوافقوا ورحلوا عن طرابلس إلى انطرسوس واستولوا عليها في جمادى الآخرة من السنة نفسها (1)، ولكن ريموند أعاد الكرة مرة أخرى وهاجم مدينة طرابلس منتهزاً فرصة وصول أسطول جنوي إلى اللاذقية في سنة 497هـ/شتاء 1103م ولكنه فشل هذه المرة أيضاً بفضل شجاعة القاضي فخر الملك بن عمار وصبره وعدم يأسه وتشجيعه لأهل طرابلس على مواصلة المقاومة لدفع الأعداء عن بلدهم، فاضطر ريموند إلى أن يتجه بالأسطول الجنوي في العام نفسه لمهاجمة ثغر جبيل التابع لابن عمار فاستولوا عليه وغدروا بأهله [2]. وهكذا أصبح القاضي فخر الملك بن عمار معزولاً تماماً عن المدن المجاورة بعد أن جرد الصليبيون طرابلس من جميع المدن التابعة لها، ولم يبق أمامه سوى الاستيلاء على مدينة طرابلس نفسها بوصفها العاصمة الطبيعية للإمارة التي يحلم بتكوينها، ولذلك بنى ريموند قلعة على الجبال المواجهة لطرابلس عرفت باسم قلعة صنجيل، ليتخذها قاعدة يسيطر بها على طرابلس، فقام القاضي ابن عمار بجهود كبيرة مع أهالي طرابلس لهدم هذه القلعة وإحراقها مما ترتب عليه

[2] تاريخ العظيمي، ص 377.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 491
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست