responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 49
النسب [1]،واستطاع عبيد الله النجاة من المراقبة الشديدة التي وضعت عليه بعد مغادرته لبلاد الشام وحتى وصوله إلى المغرب، ولكن والي سجلماسة ظفر به وأودعه السجن ولم يقتله، وهذا من الغفلة المعهودة، ثم إن أبا عبد الله الشيعي استطاع إنقاذه وتقديمه للناس إماماً للدعوة, وقد بايعه هؤلاء، ولقب نفسه المهدي وهو مؤسس الدولة العبيدية التي تسمى بـ «الفاطمية» [2]، وهذه الدولة دولة باطنية وليست فاطمية، وهذا رأي أكثر علماء الأمة الذين حققوا نسبهم وعلموا بواطنهم وأسرارهم [3].
أ- عقيدتهم وصلتهم بالقرامطة: إن كثيراً من الكتاب المحدثين الذين كتبوا عن الدولة العبيدية لا يذكرون إلا سيرتهم السياسية، ولا يتطرقون من قريب أو بعيد إلى سوء اعتقاد ملوكها وأنهم باطنيون وإن أظهروا خلاف ذلك، لأنهم يستعملون التقية أمام الشعب الذي يحكمونه, وعندما استولى السلطان صلاح الدين على دولتهم وعزم على عزل العاضد آخر ملوكهم استفتى العلماء في قتله فأفتوه بجواز ذلك لما كان عليه العاضد وأشياعه من انحلال العقيدة، وكان أكثرهم مبالغة في الفتيا الشيخ نجم الدين الخبوشاني فإنه عدَّد مساوئ هؤلاء القوم وسلب عنهم الإيمان [4]، يقول ابن خلكان: وكان العاضد شديد التشيع مغالياً في سب الصحابة، وإذا رأى سنياً استحل دمه [5]. وصلتهم بالقرامطة الملاحدة صلة أكيدة، ودعوتهم دعوة واحدة، فقد كتب المعز إلى القرامطة عندما سمع بنبأ محاولتهم حصار مصر يذكر فضل نفسه وأهل بيته وأن الدعوة واحدة، وأن القرامطة إنما كانت دعوتهم إليه وإلى آبائه من قبله [6]، ويقول الإمام الشاطبي: أما الدجالون فمنهم معد من العبيدية الذين ملكوا إفريقية، فقد حكي عنه أنه جعل المؤذن يقول: أشهد أن معداً رسول الله، فهمّ المسلمون بقتله «أي المؤذن» ثم رفعوه إلى معد ليروا هل هذا عن أمره، فلما انتهى كلامهم إليه قال: اردد عليهم أذانهم لعنهم الله [7]، وعندما أقدم أبو طاهر القرمطي على شناعاته وإجرامه وأعماله الكفرية في مكة وبلغ ذلك عبيد الله المهدي كتب إليه ينكر عليه ذلك ويلومه ويقول: قد حققت على شيعتنا ودعاة دولتنا اسم الكفر والإلحاد بما فعلت [8]،وعندما قُبض على الباطنية في بغداد وكانوا يكاتبون القرامطة قال أحدهم: وإمامنا المهدي محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق المقيم في بلاد المغرب [9] وفي حوادث 414هـ قام رجل من المصريين (العبيديين) لضرب الحجر الأسود بآلة

[1] أيعيد التاريخ نفسه، ص38.
[2] أيعيد التاريخ نفسه، ص38.
[3] أيعيد التاريخ نفسه، ص38.
[4] وفيات الأعيان (3/ 111).
[5] المصدر نفسه (3/ 110).
[6] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟ ص 42.
[7] الاعتصام (2/ 97).
[8] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟ ص 42.
[9] المصدر نفسه، ص 43.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست