responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 48
يسقط الدولة البويهية عام 447هـ في بغداد وأن يقضي على الفتن, وأزال من على أبواب المساجد سب الصحابة، وقتل شيخ الروافض أبا عبد الله الجلاب لغلوه في الرفض [1].
لقد كان النفوذ البويهي الشيعي مسيطراً على بغداد والخليفة العباسي، فبعد أن أزال السلاجقة الدولة البويهية من بغداد ودخل سلطانهم طغرل بك إلى عاصمة الخلافة العباسية استقبله الخليفة العباسي القائم بأمر الله استقبالاً عظيماً وخلع عليه خلعة سنية وأجلسه إلى جواره، وأغدق عليه ألقاب التعظيم، ومن جملتها أنه لقب بالسلطان ركن الدين طغرل بك، كما أصدر الخليفة العباسي أمره بأن ينقش اسم السلطان طغرل بك على العملة، ويذكر اسمه في الخطبة في مساجد بغداد وغيرها، مما زاد من شأن السلاجقة، ومنُذ ذلك الحين حل السلاجقة محل البويهيين في السيطرة على الأمر في بغداد، وتسيير الخليفة العباسي حسب إرادتهم [2].
أولاً: النفوذ الفاطمي العبيدي في العراق وفتنة البساسيري:
1 - النفوذ الفاطمي العبيدي في العراق: استغلت الحركات السرية المتكتمة ضعف الخلافة وراحت تنشط لإيجاد أرض لها وتغوي الناس بستار ظاهره التشيع وباطنة الكفر المحض، واستطاعت الحركة الإسماعيلية السرية التي تتخذ من بلدة «سلمية» [3] مقراً لها أن تجد أرضاً خصبة في شمال أفريقيا بعد أن مهد لها وأزال العقبات من طريقها داعيتهم الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا الصنعاني الملقب بأبي عبد الله الشيعي، وقد وصف بأنه من الرجال الدهاة، دخل أفريقيا وحيداً بلا مال ولا رجال ولم يزل يسعى إلى أن ملكها [4]، وكان رئيسه في الدعوة ابن حوشب قد كلفه بأن يلتقي بقبيلة كتامة من المغرب في موسم الحج، وعندما التقى بهم استطاع بدهائه أن يؤثر فيهم ويتلاعب بعقولهم، وأعجبوا به فرحل معهم إلى بلادهم، والتفت حوله قبيلة كتامة وغيرها، وحارب القبائل الأخرى وسقطت مدن المغرب الأوسط سجلماسة وميلة وتاهرت ورقادة، حتى إذا ما مهّد للأمر, واستقرت به الأحوال أرسل إلى زعيم الدعوة طالباً إليه المجيء ليسلم إليه مقاليد الأمور، وهذا الزعيم هو عبيد الله من ذرية عبد الله بن ميمون القداح الفارسي الباطني على رأي بعض المؤرخين، والبعض يقول إنه ربيب الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن ميمون القداح [5]، ولكنه زعم أنه من ذرية فاطمة رضي الله عنها، وأكثر العلماء والمؤرخين والنسابين ينفون عنه هذا

[1] أيعيد التاريخ نفسه؟، محمد العبده، ص 67.
[2] قيام الدولة العثمانية، ص 19.
[3] بلدة في سوريا شرق مدينة حماه.
[4] وفيات الأعيان (2/ 192).
[5] الكامل في التاريخ, نقلاً عن: أيعيد التاريخ نفسه؟ ص 38.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست