responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 489
وكان لهذه الخطبة بالفعل أثرها الكبير على الصليبيين، فعادت إليهم الثقة والشجاعة وهتفوا بصوت عال قائلين: ساعدنا يارب, ساعدنا يارب. ثم قبلوا الصليب المقدس وقاموا بالصلاة لله حتى ينصرهم في تلك المعركة، وفي الوقت نفسه وصلت معونات من غرب أوربا لتعزيز هذه القوات فساعدت على زيادة قوة وشجاعة الصليبيين، وتحقق بذلك النصر على المسلمين في حملة الرملة الأولى عام 495هـ/1101م, وكذلك برز دور روبرت روان - مطران مدينة الرملة- أثناء الحملة الفاطمية الثانية على الرملة سنة 495هـ/1102م حيث تذكر بعض المصادر اللاتينية المعاصرة لتلك الأحداث، أن هذا المطران عقد اجتماعاً مع كبار أهالي المدينة للتشاور معاً، عقب استيلاء المسلمين عليها، وتقرر في هذا الاجتماع ضرورة إرسال مندوب عنهم إلى الملك بلدوين الأول بيافا لطلب النجدة منه [1]، وهكذا نجد رجل الدين الغربي يقوم أحياناً محل حاكم المدينة في التصدي لقوات العدو عند أي هجوم مفاجئ على المدن الصليبية, وهذا ما نلمسه بالنسبة لوضع الفقهاء والعلماء داخل مدنهم. وقد انتهى الصراع عند مدينة الرملة بانتصار الفاطميين انتصاراً كبيراً نتج عنه إبادة كل أفراد الجيش الصليبي باستثناء بلدوين الذي تمكن من الفرار إلى يافا [2].
وأما بالنسبة للحملة الثالثة التي أرسلها الوزير الفاطمي الأفضل إلى الرملة سنة 498هـ/1105م، فقد لعب أثناءها أفريمار بطريك بيت المقدس دوراً مهمًا وخطيراً، فعندما تقابل الجيشان الفاطمي والصليبي في مفترق الطرق عند الرملة خشى الملك بلدوين من التفوق العددي للقوات الفاطمية فأرسل مندوباً عنه برسالة إلى أفريمار يطلب منه أن يتفرغ إلى الله هو والعامة من الشعب وأن يكثروا من الصلاة والصوم والزكاة ليكون هذا بمثابة فدية أو قربان إلى الله لمساعدة الفرنج حتى النصر، وليحمي الله الفرنج من أية هزيمة قد تلحق بهم. كما طلب منه الملك بلدوين أيضاً أن يعظ الناس ويحثهم على ضرورة التطوع لحمل السلاح والإسراع إلى ميدان القتال للانضمام لإخوانهم لمساندتهم في حروبهم ضد المسلمين [3]، وفي الحال أمر أفريمار بدق أجراس الكنائس، فاجتمع الناس جميعاً عنده، فخطب فيهم قائلاً: يا أصدقائي ... يا خدم المسيح لقد حضر هذا المبعوث من قبل الملك بلدوين ليخبرنا أن المعركة ستبدأ مع المسلمين عند الرملة. ومن أجل تحقيق النصر يتحتم علينا التضرع إلى الله، وكثرة الصلاة، وأخبرنا هذا المندوب الملكي بأن الملك قد أخر بدء المعركة إلى الغد حتى يوافق هذا اليوم عيد القيامة المجيد, ولذلك فإنني أطلب منكم جميعاً

[1] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى، ص 250.
[2] المصدر نفسه، ص 250.
[3] المصدر نفسه، ص 251.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست