responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 468
ويكفي أنها كانت ثالث مدن العالم في عصر الإمبراطورية الرومانية، وقد أسس القديس بطرس فيها أول أسقفية للنصارى وقد أحدث وصول الجيش الصليبي إلى مشارف أنطاكية هلعاً كبيراً في نفوس الأهالي بسبب كثرة أعدادهم وطبيعة زحفهم [1]، وعبر عن ذلك ابن القلانسي بقوله: وصلوا في عالم لا يحصى عدده كثرة، وتتابعت الأنباء بذلك، فقلق الناس لسماعها، وانزعجوا لاشتهارها [2].
- موقف المندوب البابوي: عندما اقترب الجيش الصليبي من أنطاكية اندفع المندوب أدهيمر بحماس شديد محاولاً حث الصليبيين على ضرورة التمسك بوحدتهم والوقوف صفاً واحداً كي يتحقق لهم النصر والاستيلاء على أنطاكية، فألقى فيهم الكلمات التالية: إخوتي وأبنائي الأعزاء، نحن نقترب من أنطاكية وهي مدينة محصنة بأسوار عالية يعجز الحديد والحجر عن تدميرها .. فلنحترس ولنحرص على الوحدة، ولنوجه جهودنا نحو الهدف المشترك [3]، وكان لهذه الكلمات أثر كبير في حماس الجند عندما فرضوا حصارهم حول المدينة في أواخر ذي القعدة عام 490هـ أواخر أكتوبر 1097م ولكن ما أن طال الحصار بسبب مناعة المدينة انتاب الصليبيين اليأس وتدهورت حالتهم المعنوية، وفكر الكثير منهم في العودة إلى بلادهم أو على الأقل الابتعاد عن هذه المنطقة واللجوء إلى مكان آخر يكون أكثر أمنا ويجدون فيه ما يقتاتون به [4].
- الحربة المقدسة: انتاب اكثر الصليبيين حالة من اليأس وعندئذ حاول بعض رجال الدين المسيحي انتزاع اليأس والخوف من قلوب الصليبيين المحاصرين لأنطاكية ورفع روحهم المعنوية لمواصلة القتال والمصابرة فيه, وذلك عندما صدقوا الرؤيا التي اختلقها أحد صغار الصليبيين ويدعى بطرس بارثليميو الذي أخبرهم بأنه رأى في رؤياه أحد القديسيين يخبره بأن الحربة التي طعن بها المسيح في جنبه، مدفونة في كنيسة القديس بطرس بأنطاكية، وأنهم إذا أخرجوا هذه الحربة وحملوها أمام جيش الصليبيين فسيحصل لهم النصر [5]، فكان لتصديق هذه الرؤيا وظهور الحربة المقدسة تأثيره البالغ في ازدياد حماس الصليبيين واندفاعهم لقتال المسلمين, يتقدمهم حامل الحربة المقدسة، فأحدقوا بالمسلمين، وقام الأسقف أدهيمر يخطب في الصليبيين ويحثهم على القتال بكل شجاعة محاولاً نزع الخوف من قلوبهم، قائلاً لهم: أنتم الآن متطهرون

[1] الجهاد والتجديد، محمد حامد الناصر، ص 97.
[2] ذيل تاريخ دمشق، ص 134.
[3] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى، ص 242.
[4] المصدر نفسه، ص 242.
[5] المصدر نفسه، ص 242.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست