responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 469
وتائبون لله، فمن أي شيء تخافون؟ إن من يموت منكم سيكون أسعد ممن عاش، لأنه سيغادر هذه الحياة الفانية إلى ملكوت الخلود، أما من سيعيش فسوف ينتصر على أعدائه، وسيغتني من غنائمهم، فلتتشجعوا فإن القادر المقتدر سيرسل لكم كتائب من السماء لتنتقم من أعدائكم, وسوف ترون هذه الكتائب بأعينكم، فلا تخشوا الأصوات الرهيبة التي سوف تحدثها حولكم، إنها جاءت لنجدتنا بعدما أحدق بنا الخطر، انظروا إلى أعدائكم وهم يتطلعون إليكم في رعب من يسوع المسيح، وليكن القادر على كل شيء معنا [1]، ويضيف صاحب كتاب أعمال الفرنجة أن الأساقفة والقسس والكهنة والرهبان قد ارتدوا حللهم المقدسة وخرجوا حاملين الصلبان ممجدين الرب، ومبتهلين إليه أن ينقذهم من كل شر، بينما اعتلى آخرون الباب رافعين الصليب في أيديهم، ورسموا عليهم علامة الصليب وباركوهم, ولما تجهزوا وتدرعوا بالصليب خرجوا للقتال [2].
ونتيجة لهذا الدور الحماسي الذي قام به رجال الدين المسيحي في تشجيع الصليبين بأنطاكية ازداد الصليبيون ثقة في أنفسهم [3].
- جهود ياغي سيان والي أنطاكية للدفاع عن المدينة: كان والي أنطاكية «ياغي سيان» من التركمان، ويتمتع بدرجة عالية من الكفاية، إلا أن الخلافات والحروب التي كانت بين الأخوين دقاق ورضوان ابني تتش بالشام, وانحياز ياغي سيان إلى هذا مرة وذاك مرة أخرى حرمه من مساعدة أمير حلب، عندما داهمه الغزاة, وقد حاول ياغي سيان آنذاك الحصول على مساعدة جيرانه المسلمين: دقاق ملك دمشق، وجناح الدولة أمير حمص، وكربوقا أتابك الموصل، إلا أن التمزق السياسي، والمطامع الشخصية حالت دون تقديم المساعدات المرجوة، كما أنه طلب النجدة من الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي في فارس ولكن دون جدوى إلا أن ياغي سيان كان قد أعد عدته لحصار فشحن القلاع بالجند والمقاتلين، واختزن المؤن الكافية، وقد استمر الحصار مدة تسعة أشهر، حتى كاد شبح المجاعة يهدد الفرنجة، ولم تكفهم المعونة المتقطعة التي كانت تأتيهم من قبرص والغرب، حتى صار بعض الجند يفرون من المعركة [4] , وتجمعت قرب «شيزر» نجدة إسلامية لإنقاذ أنطاكية كان على رأسها: دقاق ملك دمشق، وأمير حمص جناح بن ملاعب, ودارت معركة بينهم وبين الفرنجة، وتفوق فيها المسلمون، وقتلوا من الصليبيين جماعة كبيرة عند ضفاف نهر العاصي [5]. وكان ممن ساهم بالدفاع عن المدينة جماعة من المسلمين يعرفون باسم المطوعة،

[1] دور الفقهاء والعلماء المسلمين في الشرق الأدنى، ص 243.
[2] المصدر نفسه، ص 243.
[3] المصدر نفسه، ص 243.
[4] الحركة الصليبية (1/ 150 - 153) , الجهاد والتجديد، ص 98.
[5] الجهاد والتجديد، ص 98.
اسم الکتاب : دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامى لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي المؤلف : الصلابي، علي محمد    الجزء : 1  صفحة : 469
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست